متفرقا ـ إن شاء الله تعالى ـ.
[معنى الانذار]
(سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ)
الانذار : التخويف من عقاب الله بالزجر عن المعاصي ، كما ذكره جماعة (١). والحكم بالاستواء بين الانذار وعدمه يفيد قطع حسم احتمال الايمان منهم بالمرة ؛ إذ الانذار أقوى تأثيرا من البشارة وغيرها من بواعث الافعال ، فإنّ دفع الضرر أهمّ من جلب المنفعة.
ويحتمل إطلاق الانذار على مطلق الدعوة بأنحائه ، أو بالقرآن تغليبا للانذار والتخويف على غيره.
والمراد بالموصول هنا يجوز أن يكون أناسا معهودين بأعيانهم ؛ ك «أبي جهل» و «أبي لهب» و «الوليد بن المغيرة» وأضرابهم من رؤساء الضلال الثابتين فيه ؛ ويجوز أن يكون الجنس المتناول لكل من صمم على الكفر تصميما لا يرعوي بعده دون غيرهم من الّذين لم يبلغوا ذلك الحال بقرينة الاخبار عنهم بالاستواء بين الانذار وعدمه ، وهو من خصائص الاوّلين ، فغيرهم خارج عن المراد بالموصول ابتداء ، أو مستثنى منه بعد العموم.
__________________
(١) راجع الكشاف ، ح ١ ، ص ٢٦ ؛ وأنوار التنزيل ، ص ١١.