بعضهم ، ويضعّفه أنّه على تقديره لا يكون الآيات على سنن تعديد قبائحهم ، وإفادة اتّصاقهم بكلّ من الاوصاف المذكورة قصدا واستقلالا ، وهو الاوّل بحسب ملاحظة مساق الآيات.
[في معنى الفساد]
و «الفساد» : خروج الشيء عن حال استقامته وكونه منتفعا به ، ونقيضه : الصلاح ، وهو الحصول على الحالة المستقيمة النافعة ، كما يظهر من جماعة (١).
وذكر بعضهم أنّ : «الفساد في الارض هيج الحروب والفتن ؛ لأنّ في ذلك فساد ما في الارض ، وانتفاء الاستقامة عن أحوال الناس والزروع والمنافع الدينيّة والدنيويّة ... وكان فساد المنافقين في الارض أنّهم كانوا يمائلون الكفّار ، ويماليونهم على المسلمين بافشاء أسرارهم إليهم وإغرائهم عليهم ، وذلك ممّا يؤدّي إلى هيج الفتن بينهم» (٢).
وقيل : «هو مداراة المنافقين الكافرين ومخالطتهم إيّاهم حيث يوهم ذلك منهم ـ مع كون ظاهرهم الايمان ـ ضعف أمر النبيّ صلىاللهعليهوآله وأصحابه ، فيصير سببا لطمع الكفّار في المؤمنين ، فتهيج الفتن والحروب».
وقيل : كانوا يدعون في السرّ إلى تكذيبه ، ويلقون الشبه».
وعن ابن عبّاس والحسن وقتادة والسدّي : «أنّ المراد بالافساد المنهيّ عنه إظهار معصية الله تعالى ، فانّ الشرائع سنن موضوعة بين العباد ، فاذا تمسّك الخلق بها زال العدوان ولزم كلّ أحد شأنه ، فحقنت الدماء وضبطت الاموال و
__________________
(١) كالطبرسي (ره) والزمخشري والبيضاوي ، فراجع مجمع البيان ، ج ١ ، ص ٤٩ ؛ والكشاف ، ج ١ ، ص ٣٣ ؛ وأنوار التنزيل ، ص ١٣.
(٢) راجع الكشاف ، ج ١ ، ص ٣٣.