[في معنى الكفر وأقسامه ومراتبه]
[(إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا)]
ثم إنه لما ظهر بيان صفة الكتاب وهدايته للمتقين ، ووصف المؤمنين بصفاتهم وما يترتّب على الاتّصاف بتلك الاوصاف في هذه الآيات الكريمة ، فصارت صفاتهم وجزائهم العاجل والآجل ظاهرا منها على ما مرّ ، وكانت هذه الآيات في شأنهم ، والآية الاولى في شأن الكتاب بالنسبة إليهم ، ناسب ذكر نبذة الكتاب والمخالفين لهم في تلك الخلال ، وما يترتب على تلك المخالفة من الكفار والمنافقين ، ولعلّ لذلك وأمثاله عقبها بقوله سبحانه : (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا ...).
روى القمّي في ذيل هذه الآية باسناده عن أبي عمر الزبيري ، عن الصادق عليهالسلام على ما في النسخة أنه قال :
«الكفر في كتاب الله على خمسة وجوه (١) : فمنه : كفر الجحود وهو على وجهين : جحود بعلم ، وجحود بغير علم. فأمّا الّذين جحدوا بغير علم ، فهم الّذين حكى الله عنهم في قوله : (وَقالُوا ما هِيَ إِلَّا حَياتُنَا الدُّنْيا نَمُوتُ وَنَحْيا وَما يُهْلِكُنا إِلَّا الدَّهْرُ وَما لَهُمْ بِذلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ.)(٢) وقوله : «إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ
__________________
(١) خ. ل : «أوجه».
(٢) الجاثية / ٢٤.