[في تشبيه المنافقين بالمستوقد]
[النّار الّذى أذهب الله نوره وتركه في الظّلمة]
[في بيان معنى المثل ووقود النار]
(مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ ناراً)
«المثل في أصل كلامهم بمعنى المثل ، وهو : النظير ؛ يقال : مثل ومثل ومثيل ؛ كشبه وشبه وشبيه. ثمّ قيل للقول السائر الممثّل مضربه بمورده : مثل. ولا يخلو من غرابة ، ومن ثمّ حوفظ عن التغيير ... وقد استعير المثل للحال أو الصفة أو القصة إذا كان لها شأن وفيها غرابة كأنّه قيل : حالهم العجيبة الشأن كحال الذي استوقد نارا ، وكذلك قوله : (مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ) ... (١) (وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلى)(٢) أي : الوصف الذي له شأن من العظمة والجلالة ، وقوله : (مَثَلُهُمْ فِي التَّوْراةِ)(٣) أي : صفتهم وشأنهم المتعجب منه.» (٤) كذا ذكره بعضهم.
وفي الصحاح : «مثل كلمة تسوية ؛ يقال : هذا مثله ومثله ، كما يقال : شبهه وشبهه بمعنى ـ إلى أن قال : ـ والمثل ما يضرب به من الامثال ، ومثل الشيء صفته أيضا.» انتهى.
وكأنّ إطلاق لفظ المثل على القول من قبيل توصيف اللّفظ بما هو من صفات
__________________
(١) الرعد / ٣٥ ؛ ومحمد ـ صلىاللهعليهوآله ـ / ١٥.
(٢) النحل / ٦٠.
(٣) الفتح / ٢٩.
(٤) راجع الكشاف ، ج ١ ، ص ٣٨.