ولعلّ السرّ في ذلك أنّ حالة الطهارة أقرب إلى الاستفاضة بأنوار القرآن من حالة الحدث ، كما أنّ طهارة القلب عن الادناس الباطنيّة معدّ لحصول تلك الفيوضات للقارئ ، بل الظاهر أنّه أولى بالمراعات ؛ إذ هو المعنى والروح ، والطهارة الظاهريّة صورة وقالب ، وبينهما ارتباط كسائر المعاني والصور ، فلا بدّ من الجمع بينهما في تحصيل الكمال على ما يخطر بالبال ، والله العالم بحقيقة الحال.
[خفض الصّوت ورفعه ورجحان أحدهما على الآخر]
ومنها : خفض الصوت به ؛ ففي المجالس والاخبار باسناده عن أبي ذرّ ، عن النبيّ صلىاللهعليهوآله في وصيّته له ، قال :
«يا أبا ذرّ ، أخفض صوتك عند الجنائز ، وعند القتال ، وعند القرآن.» (١)
وروى الكليني [ره] عن الباقر عليهالسلام أنّ :
«من قرأ (إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) يجهر بها صوته كان كالشاهر سيفه في سبيل الله ، ومن قرأها سرّا كان كالمتشحّط بدمه في سبيل الله.» (٢)
والثاني أرفع شأنا من الاوّل.
وأمّا ما روي عن ابن إدريس في آخر السرائر بسند ظاهره الصحّة ، عن معاوية بن عمّار قال :
__________________
(١) المجالس والاخبار (الامالي) للشيخ ، ج ٢ ، المجلس الاول ، ص ١٤٦ ؛ والوسائل ، ج ٤ ، باب ٢٣ من أبواب قراءة القرآن ، ص ٨٥٨ ، ح ٣.
(٢) الكافي ، ج ٢ ، باب فضل القرآن ، ص ٦٢١ ، ح ٦ ؛ والوسائل ، ج ٤ ، باب ٢٣ من أبواب قراءة القرآن ، ص ٨٥٧ ، ح ١ ؛ وهكذا رواه الصدوق (ره) في ثواب الاعمال ، ص ١٥٢.