ونزول الكتاب. ويشهد له أنّ بدو خروج الحسين عليهالسلام كان بحسب الظاهر في آخر الستّين ، مع أنّ عدد «الم» واحد وسبعين.
والظاهر من ظهور دولة العباسيّين وإن كان قبل هذا العدد من هذا المبدء أيضا ، إلا أنّ كمال استقلالهم وشوكتهم ، وارتفاع الاستيلاء من بني أميّة لعلّه يوافق ذلك.
ويحتمل الحمل على البداء أيضا وإن كان ذيل بعض الاخبار ينافيه (١).
وأمّا ما ذكره في ذيل الخبر الاخير من أنّها تجري في وجه آخر على غير تأويل «حييّ» و «أبي ياسر» وأصحابهما (٢) ، فلعلّه ناظر إلى أنّ كلّ فاتحة إشارة إلى دولة خاصة ، لا أنّ الفواتح لأجل مدة الشريعة والدين ، أو أنّها تجري في وجه آخر غير هذا النمط أيضا. هذا.
وأمّا أنّ «عسق» عدد سني القائم ـ عجّل الله تعالى فرجه ـ ، فهو موافق لكون علم كلّ شيء في «عسق» ؛ إذ ذلك السنين هو زمان ظهور العلم والمعرفة والحقيقة ، واضمحلال الباطل والجهل. ولما ورد من ترجمته بالعالم السميع القادر القويّ ؛ إذ فيها يظهر حكم العلم والسمع مجتمعين مع القوّة والقدرة مؤتلفين معهما ؛ إذ القدرة والقوّة حينئذ بيد مظهر العالم السميع وأرباب العلم والسمع.
ويؤيّد ذلك كلّه أنّ لقرائة هذه الحروف أعني : (حم عسق) تأثيرا عظيما في انكشاف العلوم والمعارف ، بل وفي ظهور دولة الحقّ في العالم الصغير على ما هو الظاهر ممّا جرّ به المجرّبون.
__________________
(١) ومراده على حسب الظاهر هو الرواية المتقدمة التي نقلها عن المعاني والعياشي ، عن الصادق ـ عليهالسلام ـ ، فراجع ص ٣٦١.
(٢) راجع ص ٣٧٢ ، رواية الصدوق (ره) عن أبي جعفر ـ عليهالسلام ـ.