المقطّعة في أوائل السورة ، فذهب كلّ إلى مذهب ، وتشتّت الآراء فيه بحيث لا يجمعها جامع ، وأكثرها تخريجات لا يظهر لها دليل يسكن إليه.
وقال المحدّث الكاشاني بعد نقل الرواية الاولى :
«فيه دلالة على أنّ الحروف المقطّعات أسرار بين الله وبين حبيبه (١) لم يقصد بها إفهام غيره ، وغير الراسخين في العلم من رسوله وذريّته (٢). والتخاطب بالحروف المفردة سنّة الاحباب في سنن المحابّ ، فهو سرّ الحبيب مع الحبيب بحيث لا يطّلع عليه الرقيب ؛ شعر :
بين المحبّين سرّ ليس يفشيه |
|
قول ولا قلم للخلق يحكيه» (٣) |
واستدلّ عليه بقوله تعالى : (وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ)(٤) ورواية أبي لبيد (٥) المخزومي الاتية.
[روايات في تفسير فواتح السّور وما يتعلّق بها]
والاولى أن نورد أوّلا جميع ما عثرنا عليه من الروايات الواردة في كلّ من هذه الفواتح ، فانّ الظاهر تقارب الكلام في بعضها ببعض ، ثمّ نتبعها بذكر ما يخطر بالبال في حلّها على حسب مبلغ النظر القاصر ، حتّى تكون في غنى عن التعرّض لها في محالّها إلا من جهة بعض الخصوصيّات حسب ما يقتضيه المقام ، والله العالم بحقيقة الحال.
__________________
(١) في بعض النسخ : «بين الله ورسوله ورموز».
(٢) في بعض النسخ : «ومن ذريته».
(٣) الصافي ، ج ١ ص ٥٧.
(٤) آل عمران / ٧.
(٥) في المخطوطة : «لبيدة».