في ليلة القدر على ما يستفاد من الاخبار المستفيضة (١) ، لزم منه أن يكون الآيات الّتي نزل في كلّ سنة ثابتة متعيّنة في ليلة القدر الّتي تقع في تلك السنة. وبهذا يصحّ القول بأن القرآن نزلت في ليلة القدر ، وفي شهر رمضان ؛ لأنّها فيه على ما يستفاد من المستفيضة المعتضدة بالكتاب (٢) ، لكنّ الظاهر من تنكير اللّيلة في الآية الثالثة ورواية حفص المتقدّمة ، وذكر عليّ بن إبراهيم في تفسيره (٣) مضمون (٤) هذا الجزء منه أعني قوله : «نزل القرآن جملة واحدة ـ الخ» من دون إسناد إلى الامام عليهالسلام ، لكنّ الظاهر من حاله أخذه من رواياتهم ، مع ما يشعر به سائر الروايات ، أنّ القرآن نزل في ليلة واحدة جملة. وحينئذ فيمكن أن يقال : أنّ القرآن إنّما قرّر وثبت كلّا تبعا لتقدير النبوّة والرسالة ؛ لأنّه لمّا قدّر الرسالة والانذار قدّر المرسل به والمنذر به ، لأنّه من متعلّقاته. ولمّا كان إعطاء منصب الرسالة دفعيّا ، لزم منه تعيين المرسل به ، كما إذا قدّر وعين السبب في آخر السنة ، بحيث لا ينفك عن تفرّع مسبّبه عليه ، ترتّب عليه تقدير المسبّب في أوّل السنة الآتية.
[مراتب نزول القرآن]
والّذي يقتضيه النظر الدقيق أنّ توقيت التقديرات بليلة القدر إنّما
__________________
(١) كالخبر الاخير وسائر الاخبار التي أوردها الاعلام في كتبهم ، وقد جمعها المجلسي (رض) في البحار ، ج ٩٧ ، باب ليلة القدر وفضلها ، فراجع.
(٢) مراده (ره) الروايات الكثيرة المتواترة المنقولة في كتب الاخبار. منها ما ذكره المجلسي (ره) في البحار ، ج ٩٧ ، باب ليلة القدر وفضلها. وهي معتضدة بقوله تعالى : «شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ.»
(٣) القمي ، ج ١ ، ص ٦٦.
(٤) في عبارة المؤلف (قده) هنا تشويش ، وعبارته هي : «وذكر مضمون هذا الجزء منه أعني : قوله : «نزل القرآن جملة واحدة ـ الخ» علي بن إبراهيم في تفسيره ...»