[تفسير كلمة الجلالة باعتبار حروفها]
وأمّا شرح الكلمة باعتبار حروفه ، ففي التوحيد باسناده عن أبي عبد الله عليهالسلام بعد السؤال عن تفسير «الله» في ضمن تفسير البسملة ، قال :
«الالف آلاء الله على خلقه من النعيم بولايتنا ، واللام إلزام الله خلقه ولايتنا.
قلت : فالهاء؟
قال : هو ان لمن خالف محمّدا وآل محمّد ـ صلوات الله عليهم ـ الحديث.» (١)
ولعلّه اسقط منه الالف واللام لخروجهما عن جوهر الكلمة ، أو أخذ اللام المشدّدة واحدة ، واسقط الالف المتأخّرة عنه ، إمّا لخروجه عن الحروف الثمانية والعشرين المعروفة وعدم ظهوره في الكتابة ، أو عدم قابليّة الراوي لفهمه ، أو أخذ اللامين واحدا والهمزة والالف واحدا لعدم تفاوت المعنى بالتكرار. وقد مرّ في عدّة من الاخبار تفسير الالف بآلاء الله سبحانه من دون تقييد بخصوص الولاية ولعلّ التخصيص هنا لأجل كونها أصل النعم وغايتها ، أو كونها أعظم النعم وأخفاها عن الانظار ، فاحتاجت إلى مزيد بيان ، أو انحصار النعمة الباطنة الخفيّة الّتي أريد من الآلاء بها ، أو اختصاص الاختصاص بلفظ الجلالة لخصوصيّة تظهر وجهه ممّا نذكره. وقريب منه الكلام في تفسير اللام في بيان معاني الحروف في بعض الاخبار ب «اللّطيف بعباده» (٢) ، وفي بعض آخر تفسيرها ب «إلمام أهل الجنّة بينهم
__________________
(١) راجع المصادر المذكورة في تعليقة ٣ ص ٢٢٠ ؛ وهكذا في البحار ، ج ٩٢ ، باب فضائل سورة الفاتحة وتفسيرها ، ص ٢٣١ ، ح ١٢.
(٢) كرواية الصدوق (ره) عن حسين بن علي ـ عليهماالسلام ـ عن أمير المؤمنين ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ في جوابه ممّا سأله اليهودي من الفائدة في حروف الهجاء ؛ فراجع التوحيد باب تفسير حروف المعجم ، ص ٢٣٥ ، ح ٢.