كلّيّات وأسماء جزئيّات بالاضافة إلى تلك الكلّيّات ، كما يشهد لذلك ما سبق في تفسير آحاد حروف التهجّي.
وممّا قدّمنا هنا مضافا إلى بعض ما سبق يظهر وجه ما روي أنّ فواتح السور حروف اسم الله الاعظم (١) ، فانّ الظاهر أنّ تلك الفواتح دالة على ما عداه من الاسماء ، فانّ الظاهر أنّ الدالّ عليه إمّا الالف المعبّر عنه بلام الف لا ، أو خارج عن الحروف ، ونسبتها إليه نسبة التفصيل والاجزاء بالنسبة إلى الكلّ ، كما نبّهنا عليه سابقا ، فهي بمنزلة الحروف للكلمة ، ومجموع تلك الحروف المفردة لو أخذت مؤلّفة مرتبطة كانت دالّة على ذلك الاسم الاعظم ؛ لأنّ الالف واللام والميم وعدّة من الحروف الدوالّ على الاجزاء إذا اجتمعت دلّت على الكلّ. وقد سبق شطر من الكلام في لفظ «بسم» ولفظ «الجلالة» فراجع ، وقس عليها غيرها.
ولعلّ في الاقتصار في هذه الفواتح على أربعة عشر حرفا دلالة على أنّ أصول الحروف المنسوبة إلى الجمال والرحمة الّتي هي المقصود الاوّل هو بهذا العدد. وبحكم إصالة تشابه العوالم يثبت أنّ الانسان الاكمل المقصود ابتداء بقول مطلق منحصر في الاربعة عشر المعصومين ـ صلوات الله عليهم أجمعين ـ فافهم.
هذه جملة ممّا خطر بالبال في هذا المقال ، ولعلّ ما فات منّا أو أخطأنا في ذلك أكثر ممّا أصبنا فيه الحقّ والحقيقة ، والله العالم بحقيقة الحال.
__________________
(١) قد مضى بعض الاخبار الواردة في هذا المعنى ورواية الصدوق (ره) المؤيدة له فيما سبق ، فراجع تعليقة ١ ص ٣٥٧.