تفصيلها ـ إن شاء الله تعالى ـ.
فلو حمل على الروحاني المحض كان كونه نهرا روحانيا في عالم الاسماء الالهية مناسبا لما ذكرنا. ويؤيده وصفه بالنورية وبأنه ملك ، فانّ تلك الحقائق ربما يصح أن يطلق عليها لفط «الملك» أو يستعار لها اسم الملك الموكل عليها الواقع تحتها ، كما يصح أن يجعل لفظ «الجنة» مستعملا في مبدء الجنة وأصلها الذي بتنزلها ظهرت الجنة ، كما أن في تتمة رواية القمي ما ربما يؤكد ما ذكرنا للبصير.
وما ورد في «صاد» من أنه عين أو ماء عند العرش ، فان جعل العرش عبارة عن عالم العلم الكلّي فهو يوافق ما قررناه ، وإن جعل عبارة عن بعض الموجودات المقيدة فلعلّه باعتبار كونه مظهرا لتلك الحقيقة ، وحصة متنزله منها على عالم السفلى يظهر بتوسطها تلك الحقيقة في هذا العالم.
وبمثل ذلك يمكن أن يحمل ما ورد من تفسير بعض الفواتح بالرسول صلىاللهعليهوآله وشجرة طوبى ، وسدرة المنتهى ، وطور سيناء وغيرها ، إذ لعل ذلك كله باعتبار كونها قوالب ومظاهر لتلك الحقيقة لكون العوالم السافلة حاكية عن العالية ، وتنزلات لها. وقريب منه الكلام في تفسير «قاف» بالجبل إن أخذنا الجبل بالمعنى العرفي الشائع وإن جعلناه عبارة عن أمر باطن بالنسبة إلى هذا العالم محيط به ، فهو إما اسم من تلك الاسماء ، أو مظهر له بناء على ما ذكر.
وأما ما ورد من تفسير (كهيعص) بكربلا وهلاك العترة ويزيد والعطش والصبر ، فلعلّه باعتبار أخذ آثار تلك الاسماء الالهية ومظاهرها ومحالها مكانها مثلا إذا جعل الكاف عبارة عن الكافي فيصح أن يجعل عبارة عن كربلاء باعتبار استجابة الدعاء فيه من دون ظهور تقييد المدعو به ببعض الحاجات ، فهو مظهر اسم الكافي ؛ إذ هو يكفي كل محتاج ، وممدّ له من الفيوضات ما يكفيه لاصلاح جميع شئونه مثلا. وإذا جعلنا الهاء عبارة عن الهادي ، فبملاحظة ما ترتب على واقعه الطف