بالذات أو الوضع.
والظاهر أن تلك الحقائق هي حقائق هى أسماء الله سبحانه ملأت أركان كل شيء بأشعتها وآثارها وستعرف ـ إن شاء الله تعالى ـ تمام البحث عن تلك الحقائق المخلوقة.
فالظاهر أن يكون كل حرف من تلك الحروف المفردة دالّة على حقيقة اسم من الاسماء الالهية العينية. وربما يدل عليه قوله عليهالسلام فيما تقدم : «إن اول ما خلق الله عزوجل ـ الخ (١) ، وقوله : ما من حرف إلا وهو اسم من اسماء الله ـ الخ (٢) ، وما ذكر من تفاصيل معاني الحروف وإن كان بعضها مما يترائى منه أنه ليس اسما للحق سبحانه ، لكن إذا لاحظته منتسبا إلى الرب سبحانه ، فربما ظهر لك المشتق الذى يصح أن يوصف به الحق سبحانه ، ولا يلزم أن يكون مدلول تلك الاخبار أن يكون الحروف المفردة دالّة على المركباب ، كما ربما يسبق إلى الوهم ، بل يصح أن يكون كل من الطائفتين دالة على تلك الحقائق العينية ، وعلى الله سبحانه باعتبارها.
وربما يدل على ذلك ما سبق من أن «صفوة هذا الكتاب حروف التهجى» (٣) وكثير ممّا سبق في بيان فواتح السور المفسرة لها بأسماء الله سبحانه ، أو بما يستشم منه ذلك ؛ كتفسير نون بالمداد من النور الذي كتب به ما كان وما يكون فان الظاهر منه كونه من البسائط الاولية ، ولا ينافيه وصفه بكونه نهرا في الجنة ، فانّ الجنة ينقسم إلى روحاني محض وجسماني محض ، ومتوسط بينهما ، كما لعلك ستعرف
__________________
(١) راجع كلام علي بن موسى الرضا ـ عليهماالسلام ـ في تفسير حروف المعجم ، الذي مرآنقا.
(٢) إشارة إلى الكلام الاخير عن مولى الموحدين علي بن أبي طالب ـ عليهالسلام ـ في الفائدة في حروف الهجاء.
(٣) قد تقدم في أول هذه السورة ، فراجع.