من ظهور أمر الدين والهداية ، وأن المقصود من الاقدام على تلك الوقعة هو هداية الناس مثلا يصح جعله عبارة عن هلاك العترة.
وأما إطلاق الياء على يزيد ، فلعلّه باعتبار كونه مظهرا لاسامي القهر والانتقام ، ويكون الياء عبارة عن أحدها.
وأما جعل العين بمعنى العطش ، فلعلّه باعتبار كون عطش هذا العالم ريا من ذلك العالم ، ويكون العين عبارة عن العلم الذى هو موجب للري ، أو باعتبار كونه من آثار بعض الاسماء الذي يقتضي نزول البلاء على الاولياء.
وأما الصاد ، فان جعل عبارة عن الصادق وما يترتب على الصدق ، فمن أوضح مظاهر الصدق هو الصبر في تلك الشدة العظيمة.
ويمكن أن يجعل تلك الواقعة الهائلة مثالا ومظهرا عينيا لما يتوقف عليه ظهور تلك المعاني في الانسان ، فان ظهور الكفاية والهداية والعلم والصدق والايادي العظام على ظاهر الرواية الاخرى في تفسير هذه الحروف فرع الشهادة المعنويه ، التي هي الموت قبل الموت الذي هو الحياة والهلاك الصوري ، الذي هو الحياة المعنوية في مقام الشهادة المعنوية ، الذي هو كربلاء معنوي وتحقق الفناء عن الانانية التي بها صار يزيد يزيدا ، وقطع التعلّقات عن جميع الاشياء مع كونه عطشانا ورد إلى حياض ربه ، وصابرا لا يجزع عمّا أصابه. فظهور تلك الاسماء في مظهر كان مماثلا لكربلاء فيصح جعله بيانا لمثال المظهر.
ولقائل أن يدعي انه كما يكون ظهورها في العالم الصغير عند وجود تلك المعاني فكذلك ظهرت في كربلاء او في مطلق العالم الكبير بواسطة ظهور تلك الوقعة فيها ، ولذلك صار تلك البلدة والبقعة والوقعة مبادئ لظهور بركات وخيرات لا تحصى لمن انتسب إليها من ذاكر وباك ومتباك ومؤسس لعزاء أو خادم في مجلس تعزية ، أو زائر أو مجاور أو خادم أو متوسل أو غيرهم ، فحينئذ فتلك الوقعة ظهور كلي لتلك