يفرحون بالحزن أو بالتلاوة شكرا لما وفّقهم الله لذلك.» ولعلّ إرادة الاستبشار من آيات الترغيب ، ويكون التحزين مقصورا على آيات الترهيب أولى ليطابق ما بعده وتهييج أحزانهم على بناء المجرّد فيكون أحزانهم فاعله ، وبكاء منصوبا على العلّة ، ووجع عطف على ذنوبهم ، أو على بناء التفعيل وبكاء فاعله وأحزانه مفعوله ، ووجع عطف على بكاء ويحتمل العكس ، فيكون الاحزان مهيّجا للبكاء على الذنوب والوجع ، بل لعلّه أولى وإن اقتصر بعضهم على سابقه.
و «الكلوم» جمع كلم بالفتح وهو : الجرح ، والجراح جمع جراحة ، والاضافة للتأكيد ، أو الجراح مصدر ؛ أي : الجراحات الّتي حدثت من جراحهم لأنفسهم بالذنوب والمعاصي. و «المسامع» جمع مسمع وهو : آلة السمع ، أو جمع السمع على غير قياس. و «أبصارهم» بالنصب (١) عطفا على المسامع أي : أبصار قلوبهم ، أو بالجرّ عطفا على قلوبهم ، فالابصار بمعنى البصائر ، كذا ذكر بعض الشارحين. (٢)
و «الصهيل» : صوت الفرس ، ولعلّه شبّه به صوت توقّد النار لرفعته وشدّته.
[عدم جواز إظهار الغشية عند قراءة القرآن]
وعن الكليني والصدوق بأسانيد مختلفة الصدور عن جابر ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال :
«قلت : إنّ قوما إذا ذكروا شيئا من القرآن أو حدّثوا به
__________________
(١) في المخطوطة : «بالفتح».
(٢) هذا الكلام وسائر الاقوال المذكورة في شرح خطبته ـ عليهالسلام ـ لهمام (ره) في صفة المتقين لمولانا المجلسي ـ عطّر الله مرقده ـ صاحب البحار ، إلا ما ذكر قائله في كلام المؤلّف (ره) أو في الهوامش ، فراجع البحار ، ج ٦٧ ، باب علامات المؤمن وصفاته ، ص ٣٢٣ ـ ٣٢٤ وص ٣٤٧.