صعق أحدهم حتّى ترى أنّ أحدهم لو قطعت يداه ورجلاه لم يشعر بذلك.
فقال عليهالسلام : سبحان الله! ذاك من الشيطان ، ما بهذا نعتوا ، إنّما هو اللّين والرّقة والدمعة والوجل.» (١)
ولعلّه لأجل استظهاره عليهالسلام أنّه محض إظهار وتصنّع وتكلّف ، أو لأجل أنّ تكلّف تحصيل الغشية ليس مأمورا به وإن كان الترقّي في المقامات والاحوال مطلوبا. ويلزم من بعض معاليها عروضها أحيانا من دون تكلّف له. ويسنح ببالي وجود رواية مشتملة على عروض الغشية للصادق عليهالسلام بعد تكراره (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) معلّلا إيّاه : بأنّي «ما زلت أردّدها حتّى سمعتها من قائلها ، فلم يثبت قلبي لعظمته.» (٢)
وعنه باسناده عن أبي جعفر عليهالسلام قال :
«قرّاء القرآن ثلاثة ـ إلى أن قال : ـ ورجل قرأ القرآن فوضع دواء القرآن على داء قلبه ، فأسهر به ليله وأظمأ به نهاره ، وقام به في مساجده ، وتجافى به عن فراشه. فبأولئك يدفع [الله] البلاء ، وبأولئك يديل الله من الاعداء ، وبأولئك ينزل الله الغيث من السماء. فو الله لهؤلاء في قرّاء القرآن أعزّ من الكبريت الاحمر.» (٣)
__________________
(١) الكافي ، ج ٢ ، باب فيمن يظهر الغشية عند قراءة القرآن ، ص ٦١٦ ، ح ١ ؛ والامالي ، المجلس الرابع والاربعون ، ح ٩ ؛ والوسائل ، ج ٤ ، باب ٢٥ من أبواب قراءة القرآن ، ص ٨٦٠ ، ح ١.
(٢) نقله الفيض (ره) في المحجة ، ج ٢ ، كتاب آداب تلاوة القرآن ، الباب الثالث ، ص ٢٤٨ ؛ والشيخ البهائي (ره) في العروة الوثقى (المخطوطة) ، ذيل الآية.
(٣) الكافي ، ج ٢ ، باب النوادر من كتاب فضل القرآن ص ٦٢٧ ، ح ١ وعن عبيس بن ـ