وقوله : (اكْتَتَبَها فَهِيَ تُمْلى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً)(١) فردّ الله عليهم : (وَما كُنْتَ تَتْلُوا مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لَارْتابَ الْمُبْطِلُونَ.)(٢)
فنصف الآية في سورة «الفرقان» ونصفها في سورة «العنكبوت».
ومثله كثير ، نذكره في مواضعه ـ إن شاء الله تعالى ـ.» (٣) انتهى.
والظاهر من حاله أنّ ما ذكره جميعا مأخوذ من أحاديثهم عليهمالسلام.
واستظهر من الكليني اعتقاد التحريف والنقصان في القرآن من جهة روايته روايات في هذا المعنى من دون تعرّض لقدح فيها في الكافي ، مع ذكره في أوّله أنّه كان يثق بما رواه فيه.
وكذلك الطبرسي في كتاب «الاحتجاج».
ونسب إلى أكثر الاخباريّين أنّه وقع فيه التحريف والزيادة والنقصان (٤) ،
__________________
(١) الفرقان / ٥.
(٢) العنكبوت / ٤٨.
(٣) القمي ، ج ١ ، المقدمة ، ص ٥ ـ ١٢.
(٤) كالسيد نعمة الله الجزائري (ره). وقد أورد في رسالته الموسومة ب «منبع الحياة في حجية قول المجتهدين من الاموات» (المخطوط) أدلّة لإثباته وقال : «انّ الاخبار المستفيضة بل المتواترة قد دلّت على وقوع الزيادة والنقصان والتحريف في القرآن ؛ منها : ما روي عن مولانا أمير المؤمنين ـ عليهالسلام ـ لمّا سئل عن التناسب بين الجملتين في قوله تعالى. «وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتامى فَانْكِحُوا ما طابَ لَكُمْ مِنَ النِّساءِ مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ» ، فقال : «والله لقد سقط بينهما أكثر من ثلث القرآن.» ومنها : ما روي عن ـ