النساء أربعة أشهر وعشرا» (١) على آية «عدّة سنة» (٢) ، وكان يجب أوّلا أن تقرأ المنسوخة الّتي نزلت قبل ، ثمّ الناسخة الّتي نزلت بعد.
وقوله : (أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ وَمِنْ قَبْلِهِ كِتابُ مُوسى إِماماً وَرَحْمَةً.)(٣) فقال الصادق عليهالسلام : إنّما أنزل : «ا فمن كان على بينه من ربه ويتلوه شاهد منه إماما ورحمة ومن قبله كتاب موسى.»
وقوله : (وَقالُوا ما هِيَ إِلَّا حَياتُنَا الدُّنْيا نَمُوتُ وَنَحْيا.)(٤) وإنّما هو : «نحيا ونموت» ؛ لأنّ الدهريّة (٥) لم يقرّوا بالبعث بعد الموت ، وإنّما قالوا : «نحيا ونموت» فقدّموا
__________________
(١) البقرة / ٢٣٤ ، وهي : «وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْواجاً يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً.»
(٢) البقرة / ٢٤٠. وهي : «وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْواجاً وَصِيَّةً لِأَزْواجِهِمْ مَتاعاً إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْراجٍ.» ونظير قوله (ره) ما قال الفيض (ره) في الصافي ، ج ١ ، المقدمة السادسة ، ص ٣٣ ، وهو : «الآيتان متقاربتان في سورة البقرة. وأما الناسخة المتقدمة ، فهي قوله تعالى : وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْواجاً يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً. وأما المنسوخة المتأخّرة ، فهي قوله تعالى : وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْواجاً وَصِيَّةً لِأَزْواجِهِمْ مَتاعاً إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْراجٍ.»
(٣) هود / ١٧.
(٤) الجاثية / ٢٤.
(٥) الدهريون هم القائلون أن العالم موجود أزلا وأبدا لا صانع له ، وهم فرقة من الكفار ملحدون ، كما في هامش فرق الشيعة ، ص ٤٦. وقال الطريحي (ره) في مجمع البحرين : «الدهرية قوم يقولون : لا ربّ ولا جنّة ولا نار ، ويقولون ، ما يهلكنا إلا الدهر ، وهو دين وضعوه لأنفسهم بالاستحسان منهم على غير تثبّت.»