عونا لي على الخطيئة (١).
[٢ / ١٢٧١] وأخرج سفيان بن عيينة وعبد الرزّاق وابن المنذر وابن عساكر في تاريخه عن ابن عبّاس قال : كانت الشجرة الّتي نهى الله عنها آدم وزوجته السنبلة ، فلمّا أكلا منها (بَدَتْ لَهُما سَوْآتُهُما) وكان الّذي وارى عنهما من سوآتهما أظفارهما (وَطَفِقا يَخْصِفانِ عَلَيْهِما مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ) : ورق التين يلزقان بعضه إلى بعض ، فانطلق آدم مولّيا في الجنّة ، فأخذت برأسه شجرة من شجر الجنّة ، فناداه ربّه : يا آدم أمنّي تفرّ؟ قال : لا ، ولكنّي استحيتك يا ربّ! قال : أما كان لك فيما منحتك من الجنّة وأبحتك منها مندوحة عمّا حرّمت عليك؟! قال : بلى يا ربّ ولكن ـ وعزّتك ـ ما حسبت أنّ أحدا يحلف بك كاذبا! قال : فبعزّتي لأهبطنّك إلى الأرض ، ثمّ لا تنال العيش إلّا كدّا. فاهبطا من الجنّة ، وكانا يأكلان منها رغدا ، فأهبط إلى غير رغد من طعام ولا شراب ، فعلّم صنعة الحديد ، وأمر بالحرث فحرث وزرع ، ثمّ سقى حتّى إذا بلغ حصد ثمّ داسه ثمّ ذرّاه ثمّ طحنه ثمّ عجنه ثمّ خبزه ثمّ أكله ، فلم يبلغه حتّى بلغ منه ما شاء الله أن يبلغ (٢).
[٢ / ١٢٧٢] وأخرج ابن اسحاق في المبتدا وابن سعد وأحمد وعبد بن حميد وابن أبي الدنيا في التوبة وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصحّحه وابن مردويه والبيهقي في البعث والنشور عن أبيّ بن كعب عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : «إنّ آدم كان رجلا طوالا كأنّه نخلة سحوق ، ستّين ذراعا ، كثير شعر الرأس. فلمّا ركب الخطيئة بدت له عورته ، وكان لا يراها قبل ذلك (٣) ، فانطلق هاربا في الجنّة ، فتعلّقت به شجرة فأخذت بناصيته ، فقال لها : أرسليني قالت : لست بمرسلتك وناداه ربّه : يا آدم أمنّي تفرّ؟ قال : يا ربّ إنّي استحييتك! قال : يا آدم اخرج من جواري ، فبعزّتي لا أساكن من عصاني ، ولو خلقت ملء الأرض مثلك خلقا ثمّ عصوني لأسكنتهم دار العاصين. قال آدم : أرأيت إن أنا تبت ورجعت أتتوب عليّ؟ قال : نعم. يا آدم».
__________________
(١) الدرّ ١ : ١٣٣ ؛ ابن عساكر ٦٩ : ١٠٨ ، رقم ٩٣٢٨.
(٢) الدرّ ١ : ١٣١ ؛ ابن عساكر ٧ : ٤٠٣ ، رقم ٥٧٨ ؛ الطبري ٥ : ١٨٧ ـ ١٨٨ / ١١١٩٨ ، سورة الأعراف ، الآية ٢٢ ؛ ابن كثير ٢ : ٢١٥ ، سورة الأعراف ، الآية ٢٢.
(٣) هذا من مزعومات أهل الكتاب إذ معناه : أنّه لم يكن يشعر بذلك من ذي قبل! وهكذا ما يأتي في الحديث التالي : «وكان لا يراها».