(وَإِذْ نَجَّيْناكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذابِ يُذَبِّحُونَ أَبْناءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِساءَكُمْ وَفِي ذلِكُمْ بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ) [البقرة : ٤٩].
ويزيد الملعون هو الذي قتل من أولاد المهاجرين والأنصار ستة آلاف نسمة محرمة ، وهم قتلى حرّة واقم (١) ، وأمرهم ظاهر عند العلماء. وهو الذي أباح حرم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم (٢) ، وقد حرّمه من عير إلى ثور ، وهما جبلان. وهو الذي نكت بالقضيب فم الحسين عليهالسلام ، فإنه لمّا قتل وحمل رأسه إليه قرع ثناياه بالقضيب ، وقد كان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقبّلها ، وتمثل يزيد عند نكته ثناياه بالقضيب بأبيات ابن الزّبعرى :
ليت أشياخي ببدر شهدوا |
|
جزع الخزرج من وقع الأسل (٣) |
إلى آخرها ، وزاد فيها :
لأهلّوا واستهلّوا فرحا |
|
ثمّ قالوا يا يزيد لا شلل |
لست من عتبة (٤) إن لم أنتقم |
|
من بني أحمد ما كان فعل |
فقال له بعض القائلين : نحّ قضيبك عن فمه فأشهد لقد رأيت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقبّل موضع قضيبك منه. وروينا عن ابن عباس أنه قال : اشتد برسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم مرضه الذي مات منه ، فحضرته وقد ضمّ الحسين عليهالسلام إلى صدره يسيل
__________________
(١) هي بظاهر المدينة المنورة.
(٢) يشير إلى وقعة الحرة وسببها أن أهل المدينة رفضوا بيعة يزيد وبايعوا عبد الله بن حنظلة غسيل الملائكة فأرسل يزيد جيشا أثنى عشر ألفا بقيادة مسلم بن عقبة المري فاستباح الجيش اليزيدي مدينة الرسول ثلاثة أيام يقتلون الناس ويأخذون الأموال ، كان ذلك يوم الأربعاء ٢٨ ذي الحجة ٦٣ ه ينظر الطبري ٥ / ٤٨٢ وما بعدها.
(٣) البداية لابن كثير ٨ / ٢٢٢.
(٤) لعله يشير إلى عتبة بن ربيعة والد أمه.