وروي عن الحسن بن أبي الحسن البصري (١) أنه قال : أربع خصال في معاوية لو لم تكن فيه إلا واحدة منهن كانت موبقة : خروجه على هذه الأمة بالسفهاء حتى ابتزّها أمرها بغير مشورة ، وفيهم بقايا الصحابة. واستخلافه يزيد ، وهو سكّير خمّير ، يلبس الحرير ويضرب بالطنابير. وادّعاؤه زيادا وقد قال النبي صلىاللهعليهوآله : «الولد للفراش وللعاهر الحجر» (٢). وقتله حجر بن عدي. فيا له من حجر وأصحاب حجر (٣).
__________________
(١) تابعي زاهد مفسر ومحدث ، توفي ١١٠ ه. ينظر المعارف ٤٤٠ ، وسير أعلام النبلاء ٤ / ٥٦٣.
(٢) رواه الإمام عبد الله بن حمزة في الشافي ١ / ١٦١ حيث قال : قد أجمعت الأمة على صحة قول النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : «الولد للفراش وللعاهر الحجر» ، وعلمنا ضرورة أن معاوية استلحق زيادا ، وادعى أخوته بالقهر ، وصحح نسبه بذلك ؛ فكان ردّا لما علم من دين النبي ضرورة ، والرادّ لما علم من دين النبي ضرورة كافر بإجماع أهل العلم. وأخرج هذه الحديث أبو داود : [٢ / ٧٠٥ رقم ٢٢٧٣]. والنسائي : [٦ / ١٨٠ رقم ٣٤٨٢ ، ٣٤٨٣ ، ٣٤٨٤ ، ٣٤٨٥ ، ٣٤٨٦]. وابن ماجة : [١ / ٦٤٧ رقم ٢٠٠٦ ، ٢٠٠٧]. وأيضا البخاري : [٢ / ٧٧٣ رقم ٢١٠٥ ، ٢ / ٨٥٢ رقم ٢٢٨٩ ، ٣ / ١٠٠٨ رقم ٢٥٩٤. ٤ / ١٥٦٥ رقم ٤٠٥٢ ، ٦٣٦٨ ، ٦ / ٢٤٨٤ رقم ٦٣٨٤ ، ٦ / ٢٤٩٩ رقم ٦٤٣٢ ، ٦ / ٢٦٢٦ رقم ٦٧٦٠]. وأحمد بن حنبل [١ / ٢٢٣ رقم ٨٢٠. ج ٣ ص ٢٨ رقم ٧٢٦٦ ، وغيرها من الروايات. أما قصة الاستلحاق فهي مشهورة متواترة ، ينظر تأريخ الطبري ٥ / ٢١٤. وابن الأثير ٣ / ٢١٩ ـ ٢٢١. والذهبي في سير أعلام النبلاء ٣ / ٤٩٤ ـ ٤٩٥. وابن كثير في البداية والنهاية ٨ / ١٠٢. والشافي ١ / ١٦١. والمسعودي في مروج الذهب ٣ / ٨. قال الإمام عبد الله بن حمزة في الشافي [٣ / ٣٨] : أما أنا وآباؤنا عليهمالسلام لم نختلف في تكفير معاوية ؛ لخلافه لما علم من دين رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ضرورة من ادعائه زيادا وهذا لا يمكنه إنكاره ، وإنكار الخبر.
(٣) الطبري ٥ / ٢٧٩. وابن الأثير ٣ / ٢٤٢ بتفاوت يسير. وابن كثير في البداية والنهاية ١ / ١٣٩. والاصابة ١ / ٣١٣ رقم ١٦٢٩ ، وأسد الغابة ١ / ٦٩٨ رقم ١٠٩٣ ، والاستيعاب ١ / ٣٩٠.