ثم قال : قم بإذن الله محيي الموتى ؛ فإذا شيخ ينفض التراب عن رأسه ولحيته ، ويقول : يا أرحم الراحمين. ثم التفت إلى القوم كأنه عارف بهم ، ثم قال : ويلكم أكفر بعد إيمان ؛ أنا يوسف بن كعب صاحب أصحاب الأخدود ، أماتني الله منذ ثلاثمائة وستين عاما حتى السّاعة ، ثم هتف بي هاتف ، وقال : قم صدّق سيد ولد آدم محمدا فقد كذّب. فقال بعضهم لبعض : ارجع بنا لا يعلم بنا صبية قريش فيرجمونا بالحجارة ، وناشدوا عليّا إلّا رددته ؛ فتكلم بكلام لا أفهمه ؛ فإذا الرجل قد رجع إلى قبره وسوّي عليه التراب. ورجع ـ يعني عليا عليهالسلام ـ ورجعت إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم. وهذه المعجزة قد وقع مثلها أيضا : كما روي عن أبي عبد الله (١) قال : حدثني أبي عن جدي أن أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كانوا مجتمعين ذات يوم فتذاكروا الإدام ، فاجتمعوا على أن الإدام خير من اللحم ؛ فرفع النبي رأسه ، وقال : أما إنه لا عهد لي به من كذا وكذا. فتفرق (٢) القوم. وقام رجل من الأنصار إلى امرأته ، وقال : يا فلانة هذه غنيمة باردة قالت : وما هي؟ فقص عليها القصة. قالت : فدونك شاتك فاذبحها ، وكان لهم عناق (٣) يربونها ، فقام إليها فذبحها وشواها ووضعها في مكتل (٤) ، وقنّعها بقناع. وقال لابنه : انطلق بها إلى رسول الله «ص» وأقم عنده تنظر ما يصنع. قال الغلام : فأتيته بها وهو في منزل أم سلمة ؛ فدخلت وهو مستلق على نطع وإحدى رجليه على الأخرى ، فوضعتها بين يديه ، وأخبرته أن أبي بعث بها إليه
__________________
(١) تعليقة في (ب) : الصادق.
(٢) في (ب) ، (ج) ، وتعليقة في الأصل : فبقي والقوم.
(٣) العناق : بالفتح الأنثى من ولد المعز.
(٤) شبه الزنبيل يسع خمسة عشر صاعا.