وَالْعَنْهُمْ لَعْناً كَبِيراً) [الأحزاب : ٦٧ ، ٦٨] «يقرأ بالباء بواحدة من أسفل ، وبثلاث من أعلى» أي كبيرا. إلى غير ذلك من الآيات.
وأما السنة : فما أخبرني به والدي وسيدي بدر الدين (١) عماد المحقين شيخ آل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم محمد بن أحمد نوّر الله قبره ، بإسناده إلى أمير المؤمنين عليهالسلام عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه قال : «من أخذ دينه عن التفكر في آلاء الله ، والتّدبّر لكتابه ، والتفهّم لسنتي ـ زالت الرواسي ولم يزل. ومن أخذ دينه عن أفواه الرجال وقلّدهم فيه ، ذهب به الرجال من يمين إلى شمال ، وكان من دين الله على أعظم زوال» (٢). وكفى بذلك باعثا على التفكّر في الأدلة والبراهين ، وزاجرا عن الدخول في زمرة المقلّدين الهالكين. وعن حذيفة بن اليمان عن النبي صلوات الله عليه وآله أنه قال : «لا تكونوا إمّعة (٣) : تقولوا : إن أحسن الناس أحسنّا ، وإن أساءوا أسأنا ، ولكن وطّنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا ، وإن أساءوا فلا تظلموا» (٤).
__________________
(١) هو محمد بن أحمد بن يحيى بن يحيى بن الناصر بن الحسن بن عبد الله ابن الإمام المنتصر بالله محمد ابن الإمام القاسم المختار ابن الإمام الناصر لدين الله أحمد ابن الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين عليهالسلام. ولد ٥٢٩ ه. وت ٦١٤ ه. وهو أصغر من أخيه يحيى شمس الدين وقرأ هو وأخوه على القاضي جعفر جميع العلوم وحدث عنه. وكان ممن يؤهل للإمامة ، وكان هو وأخوه أفضل أهل زمانهما علما وعملا وورعا وزهدا. وروي أن الإمام عبد الله بن حمزة كان يحثه وأخاه على القيام بالإمامة. وقبره بهجرة قطابر من نواحي صعدة. مشهور مزور. ينظر تراجم رجال الأزهار للجنداري ١ / ٣٢. والتحف شرح الزلف ٢٤١.
(٢) رواه أبو طالب في أماليه ص ١٤٨.
(٣) قال في النهاية [١ / ٦٧] في حديث : «اغد عالما ومتعلما ، ولا تكن إمّعة» : الإمّعة بكسر الهمزة وتشديد الميم : الذي لا رأي له فهو يتابع كل أحد على رأيه. والهاء فيه للمبالغة. وقيل الذي يقول لكل أحد : أنا معك.
(٤) أبو طالب ص ٣٩٥. والترمذي ٤ / ٣٢٠ رقم ٢٠٠٧.