والكلام في القدر منهي عنه (١) ، كما قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام ـ للذي سأله عن القدر ـ فقال عليهالسلام : بحر عميق فلا تلجه ، ثم سأله ثانية عن القدر فقالعليهالسلام : طريق مظلم فلا تسلكه ، ثم سأله ثالثة عن القدر فقال عليهالسلام : سر الله فلا تكلفه(٢).
ويجب أن يعتقد أن القدرية مجوس هذه الأمة ، وهم الذين أرادوا أن يصفو الله بعدله فأخرجوه من سلطانه (٣).
__________________
ـ فكتب إليه الحسن البصري : ان أحسن ما سمعت من أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام أنه قال : يا ابن آدم أتظن ان الذي نهاك دهاك ، وانما دهاك أسفلك وأعلاك ، والله بريء من ذلك.
وكتب إليه عمرو بن عبيد : أحسن ما سمعت في القضاء والقدر قول علي بن أبي طالب عليهالسلام : لو كان الوزر في الأصل محتوما كان الموزور في القصاص مظلوما.
وكتب إليه واصل بن عطاء : أحسن ما سمعت في القضاء والقدر قول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام انه قال : أيدلك على الطريق ويأخذ عليك المضيق.
وكتب إليه الشعبي : أحسن ما سمعت في القضاء والقدر قول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام انه قال : كل ما استغفرت الله تعالى منه فهو منك ، وكل ما حمدت الله تعالى فهو منه.
فلما وصلت كتبهم إلى الحجاج ووقف عليها ، قال : لقد أخذوها من عين صافية. مع ما كان عند الحجاج معه من العداوة والأمور الواهية. وكذا روي في كنز الفوائد : ١٧٠ باختلاف يسير.
(١) الاعتقادات : ٣٤ مثله ، المحاسن : ٢٤٤ ح ٢٣٨ بتفاوت يسير. انظر تصحيح الاعتقاد : ٥٤ ، وص ٥٧.
قال المجلسي «ره» في البحار : ٥ ـ ١٠١ بعد نقل كلام المفيد «ره» : من تفكر في الشبه الواردة على اختيار العباد وفروع مسألة الجبر والاختيار والقضاء والقدر ، علم سر نهي المعصوم عن التفكر فيها ، فإنه قل من أمعن النظر فيها ولم يزل قدمه إلا من عصمه الله بفضله.
(٢) الاعتقادات : ٣٤ ، والتوحيد : ٣٦٥ ح ٣ مثله. نهج البلاغة : ٤ ـ ٦٩ باختلاف يسير في اللفظ. فقه الرضا : ٤٠٩ نحوه.
(٢) التوحيد : ٣٨٢ ضمن ح ٢٩ مثله. الكافي : ١ ـ ١٥٥ ضمن ح ١ ، وكنز الفوائد : ٤٩ مثل صدره ،