آثاره درجةً عاليةً من المتانة والإتقان.
كلّ هذه المؤهّلات وجميع العلوم وكافّة التخصّصات والمؤلّفات التي ناهزت الأربعين مؤلّفاً والتحقيقات التي جاوزت العشرة والسيرة العطرة والأخلاق الرفيعة ، كلّها لا ترقى إلى ذلك الذوبان التامّ والولاء العظيم والانقياد الكامل والإيمان العميق بولاية أهل بيت العصمة والطهارة (عليهم السلام) ، فإنّ الشعور العقائدي والحسّ المبدئي هما أغلى ما عرفناه عنه (قدس سره) ، فلا يكاد تصنيفٌ أو تحقيقٌ أو بحثٌ أو مطالعةٌ ـ تحريراً أو مشافهةً ـ إلاّ وقد عطّره بذلك الحسّ والشعور المنبثقين عن شدّة التمسّك وروعة الوفاء والإخلاص لأصل الإمامة والخلافة الإلهية التي منحها الباري عزّوجلّ لآل النبيّ الأطهار (عليهم السلام).
إنّ العلاّمة الطباطبائي (رحمه الله) ما كان له أن ينال هذه المكانة والمنزلة وذلك الشأن والشموخ لولا الولاء الحقيقي والدرك الصحيح والفهم الصائب ، الممزوجة كلّها بأشرف مراحل الممارسة والتطبيق.
فغاية ما أردنا الإفصاح عنه هو الجمع بين تلك النفحة العقائدية التي صدّرنا بها الكلام وبين شخصية الراحل الفقيد ، والنتاج هو المصداق الفاعل والدؤوب لمن سار نحو درك الحقيقة إيماناً وتجسيداً.
معجم أعلام الشيعة
هذا الكتاب هو إضاءةٌ من إضاءاته التي أتحف بها حقول الفكر والفضيلة ، ولمسة من لمساته الخالدة على صفحات العلم أبداً.