البعض ، لا يعترفون بأ نّهم مخترَقون مستهدَفون مشتّتون متخلّفون عن الركب ، يفصلهم بونٌ شاسعٌ بين القول والعمل الدؤوب ، فليس الوقت وقت المكابرة والتفاخر البائس ، إنّه وقت الثبوت والإثبات.
لقد منّ الله تعالى على أهل العراق عبر طول التاريخ بمنن كثيرة ، لكنّها لم تُستغَلّ بالشكل الكافي والصحيح ، منن وبركات عينيّة وروحيّة ، نلمس منها في حاضرنا : المعادن الثمينة والكنوز النفيسة والأنهار العذبة والتربة الخصبة والمواهب النادرة ...
في العراق أنوار الأئمّة الأطهار (عليهم السلام) والولاة الأبرار والصلحاء والأخيار وحوزات الدين الحنيف ومراجعها العظام.
في العراق نعمة المرجعيّة العليا التي عملت ولا زالت تكدح من أجل خير العراق والدين والبشريّة جمعاء ، مرجعيّة الاُلفة والأمان وكرامة الإنسان أنّى كان ويكون.
فلماذا العراق هكذا يا تُرى؟ لماذا حاله هذا الحال رغم كلّ الذي فيه من الخصائص والخيرات والبركات؟
أما آنَ له نفض غبار الألم والحزن والفساد والتخلّف واللحاق بركب الآخرين الذين ـ وغالبهم ـ هم أدنى منه رتبةً وأقلّ اعتباراً في شتّى الحقول والميادين؟!
أما آن لموازين العلم والمنهج والقيم السليمة ومصلحة الوطن أن تطيح بالواقع المأساوي الذي نتخبّط به ولا نتذوّق إلاّ مرارة رواشحه؟!