القرب المكاني لا الروحي والفكري هو المناط والميزان ، ممّا قاده إلى سلسلة من أدوات الضغط آخرها مفهومه «الفيلم الجديد» الذي كشف عن معاني وتصوّرات وتصديقات لابدّ من التعامل معها بتدبير وعقلانيّة ومتانة ; إذ يبقى هذا الرفيق محلّ الحبّ والاحترام.
كان بودّي ـ ولو أنّي اُرجّح السكوت ـ أن أهمس في حنايا الرفيق : الإنسان فيه الماضي والحاضر والمستقبل. ماذا كنت وكيف الآن وغد؟ ماذا سيقال فيك ، وفي ما تُخَلِّفْ من آثار قيميّة ومبادئيّة وأخلاقيّة؟ مظاهر الحياة ومراتبها لا تبقى لأحد ، سواء عاجلاً أم آجلاً ...
أن أقول للرفيق : ادّعاؤك معرفة الناس فراسةً ، فيه مبالغة وتفخيم ; إذ كم أشدتَ بهذا وذاك لكنّه بالدليل على خلاف ما ترى أنت وتعتقد ، لقد ثُنيت لك الوسادة فتهافتت عليك أنواع أدوات الإطراء والمديح ، فهلاّ فعلوا ذلك يوم كنت تعاني وتألم وتديرها يميناً وشمالاً فلا تصل إلى شيء ويزداد الأمر سوءاً بعد سوء .. إلى أن أخذ بك المولى القدير إلى برّ الأمان وشاطئ النجاة ، فما عندك لا شكّ أنّه منه وإلاّ فالأمس لناظره لقريب ..
رويداً رويدا ، تأمّلاً وتدبّرا ، فكم كانوا ثم زالوا والحياة لا تتوقّف إلاّ بأمر ربّها.