(فِطْرَةَ اللهَ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهَ) ألا تكفي سهولة الملّة والشريعة السهلة السمحة؟ لِمَ لا يقنع الفكر بالسبل الواضحة الدالّة وينبذ الوعرة الشاقّة الخطرة المخيفة منها؟ ألا تكفي لحظات تدبّر وتأمّل حقيقيّة كي تعيد النصاب إلى واقعه؟ كي يتأ لّق المعشوق في قلب العاشق وعقله بلا وعورة ولا إرهاق وخطر وخوف ومجازفة؟ وهل من يقين أرقى من هذا اليقين أم يشبح أمامنا سارتر ورسل وهيغل ... كي يطوف بنا ويصلّي ويسعى ويرمي ويحيا ويموت بالمادّة لا غير ، فيرمينا بذنب الهروب إلى ربٍّ موهوم حينما تنسدّ المنافذ ويضعف العزم وتسقط الحجّة؟ لِمَ لا نتركهم يعيشون لدنياهم كما يريدون ونعيش نحن لدنيانا وآخرتنا كما نحن نريد؟