يستدعي الخسائر الجسام والآلام العظام ..
دموعٌ وحرقةٌ ووحدةٌ وغربةٌ وانكماشٌ وضيقٌ ومخاطر وتضحيات ولومٌ وعقابٌ وتجريح ... إن اخترقتها لاحت في اُفق الضمير والقلب والأعماق والعقل بشائر الفلاح والطمأنينة والخير ، لذّةٌ ما أروع طعمها ونشوةٌ ما أرحب اُفقها ، مجدٌ لا يساوقه مجد ، وعزّةٌ لا ترقاها عزّة .. أعناقٌ تشرئبّ ورؤوسٌ تُطأطئ وأصابع تربت .. فتصرخ في ذاتك بكلّ عنفوان : إنّني أنا ، هاهنا ، في كلّ مكان وزمان ، أنا امثولة النوع الذي أراد فظفر ، الذي رفض قيم الإسكات والصنميّة والتفرّد والمراهقة المتواصلة والعُجُب ، فشمخ ورقى ..
أنا هنا لأ نّي قد ذاب كبدي وفؤادي واستعرت أحشائي ألماً وحرقةً وجُرّح إحساسي وحناياي.
أنا هنا لأ نّي بكيت بغالي الدموع.
أنا هنا لأ نّي ما اشتكيت إلاّ إلى معالي القيم وأسباب الفيوضات الربوبيّة.
أنا هنا لأ نّي قد ارتاب في أمري البعض وهماً وظلماً.
أنا هنا لأ نّي كابدت الألم والمعاناة ومرارة الغربة والوحدة.
أنا هنا لأ نّي منحت وفائي وكلّ ما تعلّمته على طبق من ذهب.
أنا هنا لأ نّي كادحت وصارعت كي يسمو الفضاء الذي أنتمي ويسمق.