إنّ بحث «علم الإمام» بما فيه من فصول في حدوده وتأويلاته ، وعلم الغيب وتفريعاته ، ومفهوم العلم الحصولي والحضوري ، ومعاني الروح ونظائر ذلك ، والدراسات المختصّة بالمعمّرين ، ومسألة علم الأنسجة والخلايا وإمكانيّة المحافظة عليها بالدليل العلمي ممّا يؤدّي إلى بقاء الإنسان وسلامته ، وتنصيب الإمام الجواد عليه السلام في سنّ الخامسة وكيف أبلى ذلك البلاء الحسن بحضور المرموقين من كبار العلماء والفقهاء ، ونظريّة نهاية التاريخ والايديولوجيا وإجماع كلّ الأديان والمذاهب على الشخص الواحد المنقذ للبشريّة ، وسائر البحوث والمطالعات والمقولات والنصوص المسانخة ..
كلّها لم تمرّ على ذهني ومشاعري مرّة واحدة في اليوم المشار إليه ، إذ سبق وأن مرّت عليّ كراراً من خلال قراءاتي وسماعاتي ومشاهداتي التي لا تخلو نوعاً من التأمّل والتوقّف ، فأنا أعتقد بمنهج التحليل والمراجعة والاستنطاق والحفر والمقارنة ... كي أبني آرائي وأفكاري وقناعاتي.
كلّ ذلك ليس فيه شيء جديد بالنسبة لي.
إلاّ أنّ الجديد المثير الذي شعرت به ، بل لمسته في إحساسي وعقلي ، أنّني صرت أنظر إلى هذا الارشيف المذكور برؤية اُخرى ، بروح ثانية ، لا أدري كيف حدث كلّ هذا بلحظة انتباه وتأمّل معيّنة ، لعلّها حاصل تلك الآلام والمعاناة والهموم التي كانت تأخذ الحيّز الأكبر من