من التأ لّق والعنفوان ، إنّها نشوة النصر والفلاح التي تجعل ذلك الشعور السامي يشمخ بهيبة وجلال.
آه لو يعلم الإنسان ما في ذلك الإيمان من عظمة وشموخ لما ركع لغير خالقه قطّ ، بل ستركع له الدنيا بأسرها آنذاك فتأتيه ساجدةً خاضعةً بفضل من الله ورضوانه ، وسيكون هو الممسك بزمام الاُمور وصاحب القرار الذي يدرك متى يفعل أو لا يفعل ، مالك الاختيار الذي يرفض هذا ويقبل ذاك.
لكنّ الإنسان ظلومٌ جهول ، يظلم ذاته بتجاوزه على القيم والمبادئ الصالحة اعتقاداً منه أنّ استغلال الفرص منقبةٌ وفضيلة وأ نّها تمرّ مرّ السحاب ، فاختلطت عنده المفاهيم وصار لا يميّز أيّ الفرص التي تُستغَلّ سريعاً عاجلاً من دونها ، والغالب الأعظم من بني الإنسان يقوده ضعفه إلى اقتناص فريسة بأيّ جهد وثمن كان ، غافلاً عمّا لو استخدم أدوات العقل والمعرفة طبق المبادئ والقيم السامية لانقادت له الدنيا انقياد العبد لمولاه.