آمالهم وطموحاتهم .. خبيراً يعي متى وكيف وأين ، بالأدوات القمينة والآليات السليمة .. حكيماً بحركته وسكونه ، بقوله وفعله وتقريره .. مستوعب القيم والأخلاق استيعاب الذائب فيها.
إنّنا إن لم نمتلك هذه المواصفات فعلينا الجدّ بالتدرّب على كلّ واحدة منها لترسخ في قلوبنا وعقولنا وأعماقنا شيئاً فشيئاً ، نتدرّب بالتفكير فيها تفكيراً حقيقيّاً ، ثم تدوينها ، ثم المشافهة بها ، حتى تغدو حركة بدائيّة بسيطة نحو مرتبة الظهور ، ثم تتحوّل إلى حالة تأخذ حيّزاً صغيراً ، ثم ترتفع تدريجيّاً لتحصل على حيّز أوسع تنطلق من خلاله محلّقة بارتفاع شاهق ، فإذا ما ألقت في سماء الإنسانيّة فقد اخترقت الحواجز وانغرست في الضمائر وتبلورت حركةً فاعلةً تمتلك مقوّمات التغيير ، تغيير القيم المنحرفة السائدة واستبدالها بقيم نبيلة متعالية تصبو إلى الخير والفلاح والسعادة الإنسانيّة.
وهذا ما لا يحصل بالطبع إلاّ عبر «منهج الإقناع» ، إقناع الذات ثم إقناع الغير ، ممّا يعني أنّ «منهج الإسكات» أرقى ما يبلغه هو أن يكون علاجاً مؤقّتاً ومسكّناً مرحليّاً يتعسّر الوصول من خلاله إلى الغايات المنشودة.
وبذلك يكون في مقولة «الناس على دين ملوكهم» ـ على ضوء أصل التبادر ـ نوع امتهان للكرامة الإنسانيّة ولحركة الفكر وحرّيّة التعبير وتقرير المصير .. ونوع ترويج لمفاهيم الاستبداد والعبوديّة وتعطيل حركة