الرواية لهم تحديثاً من أنّ روايات محمّد بن سنان كلّها وجادة ، فهذا ما لا يصدّق ، حيث إنّ محمّد بن سنان قد التقى بالجمع الغفير من كبار الرواة ، والظاهر أنّ هذا التعليل خارج مخرج التورية ونحوها.
وكذا الحال في ما قاله الفضل بن شاذان ، فإنّ تقييده لتلامذته الراويين عنه روايات محمّد بن سنان ببعد الموت دالّ على أنّ ذلك ليس لأجل الخدشة في رواياته ، وإنّما هو خشية الاشتهار المشار إليه ، بل إنّ تقييده هذا يدفع ما نقل عن بعض كتب الفضل من عدّ ابن سنان من الكذّابين المشهورين ، لا سيّما وأنّ الستّة الذين وصفهم الفضل بذلك كلّهم قد اشتركوا في إدمان نقل روايات المعارف الغامضة ، وإن كان بعضهم شطّ وزاغ بعد استقامته.
ولا يخفى أنّ مدارس المعارف في أصحاب الأئمّة عليهمالسلام الرواة كان بِتَتَلْمُذِهم عند الأئمّة عليهمالسلام على أنحاء ، فمنهم من ينهج علم الكلام كهشام بن الحكم ، والفضل بن شاذان ، ومؤمن الطاق أبو جعفر محمّد بن النعمان ، وحمزة الطيّار ، وغيرهم ، ومنهم من ينهج علوم الولاية ، كعلم المنايا والبلايا ونحوها ، كسلمان الفارسي ، وميثم التمّار ورشيد الهجري ، وكميل بن يزيد النخعي ، وجابر بن يزيد الجعفي ، وغيرهم ، وبعضهم في علم الفقه ، كزرارة ، وأبي بصير ، وبُريد ، ومحمّد بن مسلم ، وقد يجمع بعضهم أكثر من جانب ، وبعضهم في علوم القرآن والتفسير ، وبعضهم في بقية العلوم الاخرى ، وينجم عن هذا في بعض الموارد طعن بعضهم على البعض الآخر ، ومن ثمّ يجب دراسة تلك الطعون بالالتفات إلى مثل هذه الأمور التي أشرنا إليها ، بعيداً عن الإفراط والتفريط.
كما أنّ تعبير صفوان بن يحيى : «بأنّه هَمّ أن يطير غير مرّة فقصصناه حتّى ثبت معنا» دالّ على أيّ تقدير على عدم الشطط ولو بسبب التشدّد الذي