مقولبة ، بينما علم الرجال علم استقرائي يعتمد على التتبّع ، وجمع قصاصات الآثار وتصيّد كلّ شاردة وواردة كفصل من فصول علم التاريخ ، نعم أصول علم الرجال وقواعد الفوائد العامّة فيه وحجّية المنهج المتّبع الذي يتبع في أبحاث المفردات لا بدّ أن ينضبط بقواعد رصينة وضوابط معيّنة ، أمّا جانب التطبيق والفحص والاستقراء فليس يتقيّد بقضايا وموادّ محصورة ، وهذا الخلط في الجانبين تفشّى داؤه في نمط البحث الرجالي في العصر الحاضر
المنهج الخامس : تراجم البيوتات والأسر الروائية
وقد اعتمد هذا المنهج في مصنّفات العديد من الرجاليين ، كما صنّف أبو غالب الزراري رسالة في آل زرارة بن أعين ، وعن بعض آخر في آل نجاشي ، وبعض في النوبختية ، وقد وضع العلّامة بحر العلوم كتابه في الرجال على هذا المنهج حيث ترجم لكثير من البيوتات الشيعية.
ويمتاز هذا المنهج بتسليط الضوء على الراوي من جهة التربية الأسرية وقراءة ترجمة المفردة من جهة النشأة التي نشأ فيها ، والمهد الذي ترعرع فيه المؤثّر في انصباغ سلوكه به ، وهذه الجهة تمهّد لتفسير كثير من الحالات والجوانب في المفردة ممّا قد يستعصي على المناهج الاخرى قراءة خلفيتها من دون ذلك.
ويمكن أن يعدّ ما أُلف في نسب الطالبيين من مؤلّفات عديدة من هذا القبيل ، ككتاب مقاتل الطالبيّين لأبي الفرج الأصفهاني وكتاب العُمدة ، وكتاب الفخري والمجدي وأمثالها ، بل هناك من التأليفات التاريخية في القبائل وبطونها وأفخاذها ، وسيأتي أنّ أحد طرق توثيق النسخة الموجودة لعلي بن إبراهيم هو بالاستفادة عبر هذا المنهج في ترجمة الحسن بن حمزة بن علي بن