للعديد من التصنيفات الرجاليّة المتأخّرة عنه احتذاءً بمنهجه ، فمثلاً معجم الرجال للسيّد الخوئي قدسسره حيث يغلب عليه طابع هذا المنهج بخلاف كتاب تنقيح المقال وقاموس الرجال فالذي يغلب عليهما المنهج الأوّل
المنهج الثالث : تجريد الأسانيد
وملخّصها : هو المقابلة بين الطرق الموجودة في الكتب الروائية ، مع غضّ النظر عن المتن ، وتتمّ المقابلة بترتيب حسب إعجام الاسم ، أو بحسب الكتاب المستخرج منه أو الأصل ، وبهذه المقابلة يتمّ كشف بعض الوسائط الساقطة ، أو بعض إختلاف واشتباه النسخ ، كما يتمّ به كشف المشتركات ، ومعرفة الروايات المأخوذة من الكتب عن المأخوذة سماعاً ، وكذلك يتمّ به اكتشاف طرق مثل الشيخ والصدوق في كتبه الأخرى على أصحاب الكتب كما تبيّن مثاله في صدر العبارة التي نقلناها عن جامع الرواة.
وبالجملة إنّ المقابلة بين سلسلة الأسانيد يستخرج منها علم جمّ ، ويتزوّد الباحث الرجالي من بحره ما لا يُحصى من الفوائد والنكات ، ويظهر ذلك بأدنى ممارسة ، فمن تلك الفوائد أيضاً معرفة أسماء الراوي المتعدّدة وألقابه وكناه ، وكذا تلاميذه الرّاوين عنه ، ومن يكثر منهم عنه ممّن يقلّ ، ومن يكثر هو عنهم ومن يُقلّ ، كما يظهر منه مدى عمر الراوي وأسفاره وتنقلاته في الحواظر العلمية الروائية ، كما يظهر مشربه ومرامه من خلال من يطالسهم ، كما يظهر منه رتبته العلمية ، كما لو شوهد رواية بعض من عاصره من الأكابر عنه.
وبكلمة موجزة ، إنّ سلاسل السند والطرق المعنعنة فيها بمنزلة النسب العلمي والاجتماعي الذي عاش فيه الراوي.