وقد يقال : إنّ لازم المعتَق كونه غير عربي ، لا سيّما في ما بعد منتصف القرن الأوّل ، حيث إنّ تلك الفترة بالذات كان الاسترقاق في الحروب قد وقع على غير العرب.
ولعلّ من القرائن على المعنى الثالث ـ أي بمعنى الحليف ـ ما يُرى في العديد من التراجم من نسبة الراوي إلى قبيلة ، ثمّ جعله مولى لقبيلة أخرى ، بل إنّ إضافة المولى إلى عنوان قبيلة ظاهر في المعنى الثالث ، لكن الغالب في من يتحالف هم من الموالي غير العرب
غالٍ من أهل الارتفاع والطيّارة
وقد اختلف في مراد الرجاليين من ذلك.
فقيل إنّ المراد به هو ترك العبادة اعتماداً على ولايتهم عليهمالسلام ، كما ذهب إليه المحقّق التستري في قاموسه (١) ، واستشهد بما رواه أحمد بن الحسين الغضائري عن الحسن بن محمّد بن بندار القمي ، قال : سمعت مشايخي يقولون : إنّ محمّد بن اورمة لمّا طعن عليه بالغلوّ بعث إليه الأشاعرة ليقتلوه ، فوجدوه يصلّي الليل من أوّله إلى آخره ليالي عدّة ، فتوقّفوا عن اعتقادهم.
وبما رواه ابن طاوس عن الحسين بن أحمد المالكي ، قلت لأحمد بن مالك الكرخي : عمّا يقال في محمّد بن سنان من أمر الغلوّ؟ فقال : معاذ الله هو والله علمني الطهور ، وحبس العيال ، وكان متقشّفاً متعبّداً (٢).
وبما عنونه الكشّي من جماعة ، منهم علي بن عبد الله بن مروان ، وقال إنّه سأل
__________________
(١). قاموس الرجال ١ / ٦٦.
(٢) فلاح السائل / ١٣.