أو الرجال ، وغيرها من مسائل العلوم الدينيّة ، فإنّ كثيراً منهم لم تكن له كتب مؤلّفة في تلك العلوم ، أو كانت ولم تصل إلينا ، فلا يتمّ تحقيق الأقوال في تلك المسائل أو وجوه الاستدلال المذكورة لها إلّا بضميمة ما يحصّله البحث في المفردات الرجاليّة.
منها إنّ هناك عدّة فوائد يقدّمها علم الرجال لعلوم اخرى ، كعلم التاريخ لتحقيق الوقائع والأحداث العامّة بدقّة ، وبتحديد أدوار المفردات الرجاليّة فيها ، وانطباع ما يذكر فيها على تحليل تلك الوقائع ، وكعلم الأخلاق والسير والسلوك لتهذيب النفس ، فإنّ نماذج المفردات الرجاليّة عبرة لأنماط التجارب التي تمرّ بها البشريّة في مسيرها العلمي أو العملي ، وكيفيّة صعود بعض وتسافل آخرين ، وتبديل بعض ثالث من حال إلى آخر ، وكعلم الكلام والفقه ، وقد مرّ بيانه ، وكعلم الحديث والدراية وقد تبيّن ممّا سبق ، وكذا بقيّة العلوم الدينيّة وقد مرّت الإشارة إلى ذلك
امتيازات الكتاب
وقد تضمّن هذا الكتاب مضافاً إلى منهجة الأبواب المقرّرة في الفوائد الرجاليّة عدّة فوائد اخرى :
الاولى : بيان القيمة العلميّة للأحاديث الضعيفة والآثار الشرعيّة الاخرى المترتّبة عليها.
الثانية : الكشف عن مراد القدماء في تعبيرهم بتخريج أحاديث الكتاب عن الثقات ، كما في كتاب الكافي والفقيه والتهذيبين وكامل الزيارات ، وغيرها.
الثالثة : أنّ تقسيم الحديث لدى القدماء عبارة عن أربعة تقاسيم ، وكلّ منها