ـ الراوي ـ يقوم اعتبار أحدهما بالآخر.
وبعبارة آخرة : إنّ سلاسل الأسانيد والطرق حيث إنّ غالبها عبارة عن تلفيق من الطريق إلى أصحاب الكتب مع الطريق من صاحب الكتاب إلى المعصوم عليهالسلام ، فيكون البحث في الطرق إلى الكتب بحث رجالي في توثيق الأسانيد ، ومن ثمّ أدرج مثل هذا المنهج في علم الرجال ، وربّما يؤلّف المحدّث الكبير فهرستاً خاصاً بطرقه إلى الكتب التي يروي عنها ، كما صنع الصدوق فلاحظ عبارته في أوّل كتاب الفقيه ، وكذلك الشيخ الطوسي حيث وضع كتابه الفهرست ، وقد لا يكون محدّثاً بالمعنى الأخصّ كما هو الحال في النجاشي.
وقد تطوّر هذا المنهج إلى ذروته عند المحقّق الكبير والرجالي الشهير الآغا بزرگ الطهراني ، حيث قد أدخل في هذا المنهج العديد من ضوابط البحث في أحوال الكتب والنسخ وطريقة توثيقها ، ممّا سنشير إليها في فصل أحوال الكتب ، والناظر المتتبّع في كتابه الذريعة يرى جدوى هذا المنهج ، وغاية فائدته في الوقوف على شخصية المفردة الرجاليّة من خلال تصانيفها ، ويعتبر ابن النديم في فهرسته من روّاد من خاض هذا الغمار.
وممّن اعتمد هذا المنهج أيضاً الشيخ منتجب الدين في فهرسته ، وابن شهرآشوب في معالم العلماء ، والميرزا النوري في الفائدة الأولى من الخاتمة ، والحاج عبد الله الأفندي في رياض العلماء
المنهج العاشر : المشيخة
وهو منهج يكاد يكون كسابقه ، إلّا أنّ الصحيح إنّه يتميّز عنه في كون المشيخة أسلوب في التدوين يُرفق بكتاب الحديث لتوضيح طرق صاحب الكتاب إلى