لرواية التلبية ونظائرها في الأبواب من المواضع الهامّة من هذا الكتاب دون غيره من المصنّفات الكثيرة التي معه شاهد على مدى اعتداد الصدوق بهذا الكتاب ، مضافاً إلى أنّ المتتبّع المطّلع على عبارات الصدوق المتقدّمة وغيرها ينجلي له بوضوح توثيق الصدوق لهذا المفسّر وعدّه له من المشايخ الكبار. كما أنّ المطّلع على عبائر الأعلام الذين وقعوا في سلسلة إجازات هذا التفسير المتقدّمة ، وغيرهم ممّن أخرجوا أحاديث التفسير في كتبهم يُرى اعتمادهم عليه كبقيّة الكتب الروائية
الطعون على التفسير
هذا ولنستعرض جملة من الطعون (١) التي أوردت على التفسير :
الطعن الأوّل : عدم صحّة كثير من الوقائع التاريخية المرتبطة بالسيرة ، أو بعض الوقائع التاريخية عن الماضين قبل الإسلام. مثل ما ذكره في قصّة المختار بن أبي عُبيدة مع الحجّاج بن يوسف ، مع أنّه لم تقع مع الحجاج ، بل مع عبيد الله بن زياد ، وفي ما ذكر في هذه من التفسير عن هذه الواقعة خلط كثير ، فلاحظ.
وما فيه من إنّ النبي صلىاللهعليهوآله قال لأبي جهل لمّا طلب منه أن يحرقه بصاعقة إن كان نبيّاً : «يا أبا جهل إنّما رفع عنك العذاب بعلّة أنّه ستخرج من صلبك ذرّية طيّبة عكرمة ابنك» مع أنّ النبي صلىاللهعليهوآله لما فتح مكّة أمر بقتل عكرمة ولو كان متعلّقاً بأستار الكعبة ، وعكرمة كان في زمن النبي صلىاللهعليهوآله متولداً كبيراً.
الطعن الثاني : ما فيه من امور تخالف أصول المذهب وضرورياته :
__________________
(١) ذكر اكثرها المحقّق التستري في كتابه الاخبار الدخيلة ١ / ١٥٢ ، ٢١٩.