وأمّا إخراجه لرواية واحدة عن بعض الكتب فلا دلالة له على عدم كون الراوي صاحب كتاب ، وذلك لأنّ إخراج الرواية من كتاب معتبر وراوي جليل شهير أولى من إخراجها من كتاب دونه في المرتبة بكثير.
هذا وملخّص الوجه في هذا الطريق يتساوى في درجة الدلالة مع ما ذكرناه في ما يقاربه من الطرق
الطريق الثالث عشر
وقوعه في طريق المشيخة
بأن يقع في الطريق الذي وصل عبره الكتاب إلى أصحاب الكتب الأربعة ، إمّا مناولة ، أو قراءة ، وغير ذلك من طرق الرواية ، لا سيّما إذا كان الكتاب معتمداً قد نقل عنه أصحاب الكتب الأربعة واستخرجوا منه الروايات في أكثر الأبواب ممّا يدلّل على اعتمادهم عليه ، ولا سيّما إذا كان الطريق منفرداً بالذي وقع فيه ذلك الشخص ، فإنّ ذلك كلّه يشكّل قرينة على الاعتماد على ذلك الراوي ، وإنّه مأمون الجانب من الدسّ والوضع وإنّه مأمون في التثبت والضبط.
وبعبارة أخرى : إنّ الاعتماد في كثير من الروايات المستخرجة في كتبهم تؤول في الاعتماد على ذلك الراوي ، فتنطبق عليه عدّة من القرائن السابقة ، ككثرة الرواية ، أو شيخوخة الإجازة ، وغيرهما من القرائن المتقدّمة ممّا يتفطّن إليها المتدبّر ، فكيف إذا اعتمد على راوٍ في العديد من الكتب المشهورة ، كما هو الحال في اعتماد الشيخ على أبي المفضّل الشيباني محمّد بن عبد الله بن محمّد ، فإنّه قد وقع في أكثر طرق الشيخ إلى العديد من الكتب في الفهرست وفي الأمالي.