وممّن اعتمد هذا المنهج السيّد البروجردي رحمهالله في كتبه تجريد الأسانيد للكتب الأربعة وغيرها
المنهج الرابع : النصوص الرجاليّة
ويُعتمد فيه الاقتصار على أقوال الرجاليين المتقدّمين كالأُصول الخمسة ، وقد يلحق بهم أقوال المتأخّرين كخلاصة العلّامة ورجال ابن داود ، وقد يضاف إليهم أقوال متأخّري المتأخّرين ، ممّن له الريادة في التحقيقات الرجاليّة ، وذلك حسب المبنى المعتمد في حجّية قول الرجالي وتوثيق المفردات.
ومن الكتب الرجاليّة المؤلّفة على هذا النمط كتاب خلاصة العلّامة الحلّي ، وابن داود ، وكتاب مجمع الرجال للقهبائي ، ونقد الرجال للتفريشي ، وإن اشتمل الأخير في خاتمته على تبيان مناهج أخرى بنحو مختزل.
ويؤاخذ على هذا المنهج ما تقدّم في البحث عن حجّية قول الرجالي ، من عدم اقتصار باب التوثيقات عليه ، وأنّ الاقتصار عليه مخلّ بمعرفة كثير من المفردات الرجاليّة ، بل لا يؤدّي إلى معرفة المفردات المذكورة في أقوالهم معرفة حقيقية ، إذ فكم من جرح معلّل ، وكم من توثيق مقيّد بجهات معيّنة ، وإن أوهمت عبائر الرجاليين أنّهما مطلقين ، إذ لا بدّ في الراوي من توفّره على صفات عملية كالوثاقة أو العدالة ، وصفات علميّة كالضبط والحفظ ونحو ذلك.
مضافاً إلى ما ذكرناه من أنّ الوثاقة أو العدالة لا تنحصر ولا يقتصر في إثباتها على ألفاظ محصورة وموادّ معدودة بعينها ، فليس مثبتات التوثيق قوالب لفظية ، كلفظة ثقة ، أو ثبت ، أو صدوق ، ونحوها من الألفاظ المعدودة ، والاختصار على هذا المنهج يُدرج علم الرجال بالعلوم الرياضية أو العقلية المؤطّرة بقضايا