الأمر الرابع
مفردات رجاليّة مضطربة
كما هو الحال في علي بن أبي حمزة البطائني وأحمد بن هلال ومحمّد بن أبي زينب أبي الخطاب ويونس بن ظبيان وغيرهم ممّن كانت لهم فترة استقامة ثمّ أعقبتها فترة انحراف وضلال.
المعروف عند القدماء البناء على تصحيح روايات هؤلاء والاعتماد عليها في ما رُوي عنهم في فترة استقامتهم ، ولكنّه لم يعتمد الكثير من الطبقات المتأخّرة على رواياتهم ، استناداً إلى ما ورد في حقّهم من الذموم واللعن ، وحيث أنّ ذلك لا ينهض لطرح جملة رواياتهم ، بل غايته التفصيل بين روايات فترة الاستقامة وفترة الانحراف ، والوجه في ذلك إجمالاً :
إنّ ديدن الطائفة من رواتهم وأعيانهم ووجوه نَقَلة الأخبار كان على مقاطعة أصحاب رءوس البدع والفرق المنحرفة ، فإذا ما تلبّس أحد بذلك قاطعوه ونبذوا الرواية عنه ، وعليه فإذا عُثر على رواية منهم عنه فيعلم من ذلك أنّ الرواية وقعت منهم عنه أيّام استقامته قبل انحرافه ، وتكون حينئذ معتبرة ، وهذا وجه اعتبار الرواية حينئذ على نحو الإجمال.
أما الوجه التفصيلي على ذلك ، ففي مورد البطائني فقد روى الكشّي تحت عنوان الواقفة ، بسنده عن يونس بن يعقوب ، قال : قلت لأبي الحسن الرضا عليهالسلام : أعطي هؤلاء الذين يزعمون أنّ أباك حيّ من الزكاة شيئاً؟ قال : «لا تعطهم فإنّهم