قطعيّة كما هو الحال في مكاتيب الحميري للناحية المقدّسة عبر النوّاب الأربعة.
وكما في عرض كتاب الشلمغاني ـ ابن أبي عزاقر ـ على النائب الثالث (١).
الثالث : قول النجاشي في حقّه رحمهالله : «إنّه أوثق الناس في الحديث وأثبتهم ، صنّف الكتاب المعروف بالكليني يسمّى الكافي في عشرين سنة» (٢) ثمّ ذكر أنّ هذا التوثيق يفوق توثيق العديد من كبار الرواة وأصحاب الكتب ، فلا يتمّ إطلاق تلك العبارة إلّا باعتبار سند أحاديث كتبه. ثمّ ذكر عبارة الشيخ المفيد بأنّه أجلّ كتب الشيعة وأكثرها فائدة.
الرابع : شهادته قدسسره بصحّة أخباره في خطبة الكتاب ، ثمّ ذكر أنّ المراد عن صحّة الحديث عند القدماء هي ليست الصحّة عند المتأخّرين ، بل المراد منها الخبر المعتبر بكافّة أقسامه ، كما ذكر ذلك الشيخ بهاء الدين في كتاب مشرق الشمسين.
ثمّ استعرض النوري عدّة من الشبهات في قبال دعواه وأجاب عنها (٣).
الجواب على هذه الدعوى
أمّا الأمر الأوّل الذي عنونه فإنّه هناك فرق بيّن ، بين وثاقة الكتاب ووثاقة مشايخ صاحب الكتاب والكتب الذي اعتمد عليها الكتاب كمأخذ ومنبع له ، وبين اعتبار كلّ الطرق الموجودة فيه إلى المعصوم عليهالسلام.
وبعبارة أخرى : إنّ هناك فرقاً واضحاً بين اعتبار الكتاب في مقابل الدسّ
__________________
(١) الغيبة / الشيخ الطوسي / ٢٥١.
(٢) رجال النجاشي ٣٧٧ / ١٠٢٦.
(٣) خاتمة المستدرك ٣ / ٤٨٥ ـ ٥٠٥.