كاملة في المفردات الرجاليّة
المنهج الثاني عشر : منهج تراجم الأعيان
وهو يعتمد على ترجمة طبقات علماء الطائفة من ابتداء عصر الغيبتين ، ويكون لهذا المنهج دور مهمّ في توثيق سلاسل الطرق في كتب الأصحاب ، سواء في المجاميع الأربعة الأولى أو الكتب الروائية التي الّفت بعدهم ، كالطرق التي اعتمد عليها الراوندي في الخرائج والجرائح ، وفي مستطرفات السرائر لابن إدريس ، وطرق الطبرسي في الاحتجاج والطبري في دلائل الإمامة ، والمسعودي في إثبات الوصيّة ، والشيخ سليمان الحلّي في مختصر بصائر الدرجات ، وكذا طرق المحمدون الثلاثة في المجامع الروائية الثلاثة المتأخّرة.
ولا يخفى أهمّيتها لتصحيحها النسخ التي اعتمدوا عليها في استخراج روايات كتبهم ، وكذا السيّد هاشم البحراني في طرق الكتب التي اعتمد عليها ، ومن ذلك يظهر أهمّية هذا المنهج في تصحيح نُسخ الكتب الروائية غير المشهورة الواصلة إلى متأخّري الأعصار ، فمثلاً نرى أنّ صاحب الوسائل قد أخرج أكثر روايات كتاب علي بن جعفر في كتابه الوسائل ، وكتابه وإن كان من الكتب المشهورة ، إلّا أنّ خصوصيات النسخة وألفاظها تكون حينئذ مسندة بالطريق الصحيح.
وسيأتي في فصل أحوال الكتب أنّ أحد طرق تصحيح النسخة الموجودة لكتاب تفسير علي بن إبراهيم ـ وإن كانت النسخة من الكتب المشهورة ـ هو طريق صاحب الوسائل لتلك النسخة الممزوجة بتفسير الجارودي.
ومثل رواية الترتيب في المرجّحات بين الأخبار المتعارضة ، فإنّ رواية الترتيب هذه قد رواها صاحب الوسائل عن كتاب الراوندي وتصحيحها بتوثيق