السياسة الظالمة وإظهار بعدها عن النزاهة ، وعن العدالة.
وقد رأيناه «صلى الله عليه وآله» قد اعتبر : أن كل من دخل في الإسلام طوعا فهو مهاجري (١) حسبما روي عنه.
وهذا بدوره إدانة أخرى لتلك السياسات التي انتهجها الخليفة الثاني بعده لصالح المهاجرين ضد الأنصار ، بهدف تكريس الحكم في هذا الفريق الذي يهتم الخليفة الثاني بأمره ، ويرسم لذلك الخطط ، ويضع له المناهج.
وقد أشرنا إلى شيء مما حاق بالأنصار في الجزء الخامس من هذا الكتاب فليراجعه من أراد ، وتحدثنا عن جانب من هذه السياسات في كتابنا «الحياة السياسة للإمام الحسن عليه السلام».
٢ ـ إننا نلاحظ : أن هذه الوفود قد بدأت في السنة الخامسة ، وذلك يدل على : أن الناس قد بدأوا يشعرون بقوة الإسلام ، وشوكته ، وأصبح واضحا لديهم : أن قريشا ، بكل جبروتها وقوتها ونفوذها قد باتت عاجزة عن تسديد ضربة قاضية لهذا الدين الجديد رغم أنها قد ألحقت بالمسلمين خسائر كبيرة في حرب أحد ، ولكن تحرك النبي «صلى الله عليه وآله» في غزوة حمراء الأسد وفي غيرها وحتى في حرب أحد بالذات قد ضيع عليها فرص تكريس النصر لها كما هو معلوم.
إذا ، فقد كان من الطبيعي أن يظهر من يرغب بالإسلام إسلامه ، دونما خوف أو وجل.
__________________
(١) راجع : الجعفريات ص ١٨٥ وجامع أحاديث الشيعة ج ١٣ ص ٢٠٧ عنه ومستدرك الوسائل ج ٢ ص ٢٦٨ عن روضة الكافي.