فقمنا وصلينا على الهجر بعد ما |
|
خلا كل محبوب أتى بحبيبه |
ومثل هذا ما وقع لوالدي أنه رأى في منامه قائلا يقول :
بالله خذلي صباحا من ثناياه
فأخذته وجعلته صدر قصيدة قائلا في مطلعها :
بالله خذ لي صباحا من ثناياه |
|
وإن ترد فنهارا من محيّاه |
فإن ليلي صفا من صدره وعفا |
|
جسمي وأضحى رميما من بلاياه |
وأنشد بعض فضلاء النحو سائلا :
سلم على شيخ النحاة وقل له |
|
عندي سؤال من يجبه يعظم |
أنا إن شككت وجدتموني جازما |
|
وإذا جزمت فإنني لم أجزم |
فأجاب الشيخ زين الدين ابن الوردي :
هذا سؤال غامض عن كلمتي |
|
شرط وإن وإذا جواب مكلم |
إن إن أتيت بها فإنك جازم |
|
وإذا إذا تأتي بها لم تجزم |
وأوضح شيخنا الجواب فقال :
قل في الجواب بأنّ إن في شرطها |
|
جزمت ومعناها التردد فاعلم |
وإذا لجزم الحكم إن شرطية |
|
وقعت ولكن لفظها لم يجزم |
ووقف شيخنا على ما ذكره ابن هشام في بحث الترخيم في كتابه «شرح قطر الندى» حيث قال : روي أنه قيل لابن عباس : إن ابن مسعود قرأ : ونادوا يا مال وقفا ، فقال : ما أشغل (١) أهل النار عن الترخيم ، ذكره الزمخشري وغيره.
وعن بعضهم أن الذي حسّن الترخيم هنا أن فيه الإشارة إلى أنهم يقطعون بعض الاسم لضعفهم عن إتمامه. انتهى كلامه. فلمح شيخنا ما نقله عن بعضهم فقال :
ما كان أغنى أهل نار جهنم |
|
إذ رخموا يا مال وسط جحيم |
__________________
(١) في شرح قطر الندى : ما كان أشغل.