قيل : دخل على صاحب الترجمة أعجمي فرآه وعليه لباس لطيف فقال له الأعجمي : الدنيا والآخرة ضرتان لا يجتمعان ، فقال له : نعم إلا أن إحداهما أخذناها بالحلال والأخرى هي لنا في الأعقاب.
ولما كانت وقعة عسكر قايتباي وبايزيد بن عثمان على آذنة لم يخرج من حجرته ذلك اليوم على خلاف العادة ، فضبطوا ذلك اليوم فإذا هو يوم الوقعة. وكان قد شهدها من مريديه عشرة رجال منهم الشيخ محمد الخاتوني بواسطة أنه سئل في إرسال بعض مريديه مع الجيش تبركا بهم ، قيل : وكان الخاتوني أدناهم مرتبة. قيل : وكان صاحب الترجمة ذا حواجب عريضة مهابا ، مات سنة سبع وتسعين وثمانماية ودفن بجوار الجامع المعروف الآن بجامع الكواكبي بمحلة الجلّوم وعمرت عليه قبة من مال سيباي الجركسي كافلها. وكان يقول : سيظهر من أهل طريقنا واحد على خلاف طريق أهل السنة والجماعة ، فكان ذلك هو شاه إسماعيل الأردبيلي صاحب تبريز.
وكان أخذه للطريق عن الشيخ باكير المدفون ببيت المقدس عن الشيخ إبراهيم السبتي عن خوجه علي صاحب المزار المشهور ببيت المقدس عن أخيه خوجه صدر الدين الأردبيلي بسنده المشهور. وخوجه صدر الدين هذا هو جد شاه إسماعيل المذكور وجد الشيخ جنيد ابن سيدي علي بن خوجه صدر الدين المذكور ، وجنيد هذا هو الذي سكن كلّز من معاملة حلب وبنى بها مسجدا وحمّاما ، وكان للناس فيه اعتقاد عظيم بسبب أبيه وجده ، وكانوا يأتونه من الروم والعجم وسائر البلاد ، وكان على طريق الملوك لا على طريق القوم كما ذكره الشيخ أبو ذر في تاريخه إلى أن سكن جبل موسى عند أنطاكية هو وجماعته.
ونسب إليه أنه شعاشعي نسبة إلى محمد الذي ظهر بالجزاير وقتل الناس وحملهم على الرفض ونكاح المحارم وعرف بالشعشاع ، فعند ذلك ذهب الناس إليه وخرجوا إلى الجبل فاقتتل الفريقان فأسفرت الوقعة على قتلى منهما ، فتسحب إلى بلاد العجم ثم خرج على بعض ملوكها فقتله. قال الشيخ أبو ذر : وبعض أصحابه يدعي حياته ا ه. (در الحبب).
أقول : قدمنا ذكر حادثة الشيخ جنيد في أوائل الجزء الثالث في حوادث سنة ٨٦١.
وقال الشيخ أحمد الحموي العلواني في تائيته وشرحها المسمى «أعذب المشارب في