وفقد بصره ، واستمر به ذلك إلى أثناء سنة أربع وثمانين ، ثم عوفي منه ورجع إليه بصره ثم مات. قلت : ولم يخلف بعده هناك مثله رحمهالله وإيانا ا ه.
قال المترجم في تاريخه كنوز الذهب في الكلام على زاوية الأطعاني الكائنة في محلة المشارقة : وقد لبست خرقة التصوف في هذه الزاوية من الشيخ الصالح القدوة المسلّك عبد الرحمن ابن الشيخ الصالح أبي بكر بن داود الشامي. قدم حلب ونزل بالعشائرية. ونزل الشيخ أبو بكر الحيشي عن مكانه وأجلسه مكانه. وكان حنبلي المذهب وأقام حلقة الذكر والأوراد التي تلقنها من أبيه بحلب. وله مؤلفات منها على كتاب حياة الحيوان وهو مفيد زاد عليه المنامات ، ومنها «تحفة العباد بأدلة الأوراد» (١). أخبرني أن مولده سنة ثلاث وثمانين وسبعمائة. وهذه الزاوية نيرة وبها مساكن ولها منارة جددها الحاج أحمد ابن القصار ا ه.
وله ترجمة في در الحبب اقتبسها مما هنا وقال في آخرها : وأنشد له السيوطي في «نظم العقيان في أعيان الأعيان» مواليا :
عارضك والخال ذا مسكي وذا ندّي |
|
واللحظ والقد ذا خطّي وذا هندي |
والشعر والفرق ذا وصلي وذا صدّي |
|
والخد والثغر ذا حرّي وذا بردي |
وأنشد له :
عني تسليت وأسباب الجفا سلّيت |
|
متى تخليت في قلبي غصص خلّيت |
قتلي استحليت قيد الهجر ما حلّيت |
|
والقلب حليت مرّي بالوصال حلّيت |
ومما أخبرني به الشيخ المعمر محمد بن أينبك قيم جامع حلب الأموي عن جده أينبك المشهور هو به أنه رأى في منامه عمودا أخضر ممتدا إلى جهة السماء صاعدا من بيت الشيخ أبي ذر ، فأتى الشيخ وقص عليه ما رأى فقال له : الوقت قريب ، فما مضى قليل من الأيام إلا وتوفي إلى رحمهالله تعالى. قال : ولما أوصى ولده الشيخ أبو بكر أن يدفن في قبره كشفوا عنه فإذا كفنه بحاله. ا ه.
__________________
(١) هذا الكتاب في مجلد ضخم وهو موجود في مكتبة الشيخ أحمد الصديق رحمهالله الموضوعة في مدرسته في جملة كتبه الموقوفة على هذه المدرسة.