الدرر واللآل فيما يقال في السلسال» ، و «ستر الحال فيما قيل في الخال» ، و «الهلال المستنير في العذار المستدير» ، و «البدر إذا استنار فيما قيل في العذار».
وكذا تعانى الشروط ومهر فيها أيضا بحيث كتب التوقيع بباب ابن خطيب الناصرية ، ثم أعرض عنها أيضا ولزم الاعتناء بالحديث والفقه وأفرد مبهمات البخاري (١) وكذا إعرابه ، بل جمع عليه تعليقا لطيفا لخصه من الكرماني والبرماوي وشيخنا وآخر أخصر منه. وله «التوضيح للأوهام الواقعة في الصحيح» ، و «مبهمات مسلم» ، و «قرة العين في فضل الشيخين والصهرين والسبطين» (٢) ، و «شرح الشفا والمصابيح» لكنه لم يكمل ، و «الذيل على تاريخ ابن خطيب الناصرية» وغير ذلك.
وأدمن قراءة الصحيحين والشفا خصوصا بعد وفاة والده وصار متقدما في لغاتها ومبهماتها وضبط رجالها لا يشذ عنه من ذلك إلا النادر.
ولما كان شيخنا بحلب لازمه واغتبط به وأحبه لذكائه وخفة روحه حتى إنه كتب عنه من نظمه [مواليا] :
الطرف أحور حوى رقى غنج نعاس |
|
وقد قدّ القنا أهيف نضر مياس |
ريقتك ماء الحيا يا عاطر الأنفاس |
|
عذارك الخضر يا زين وأنت الياس |
وصدر شيخي كتابته لذلك بقوله : وكان قد ولع بنظم المواليا ، ووصفه بالإمام موفق الدين ومرة بالفاضل البارع المحدث الأصيل الباهر الذي ضاهى كنيته في صدق اللهجة ، الماهر الذي ناجى سميه ففداه بالمهجة ، الأخير الذي فاق الأول في البصارة والنضارة والبهجة ، أمتع الله المسلمين ببقائه. وأذن له في تدريس الحديث وأفاد به في حياة والده. وراسله بذلك بعد وفاته فقال : وما التمسه أبقاه الله تعالى وأدام النفع به كما نفع بأبيه ، وبلغه من خيري الدنيا والآخرة ما يرتجيه من الإذن له بالتدريس في الحديث النبوي ، فقد حصلت بغيته وحققت طلبته ، وأذنت له أن يقرىء علوم الحديث مما عرفه ودريه من شرح الألفية لشيخنا حافظ الوقت أبي الفضل ومما تلقفه من فوائد والده الحافظ برهان الدين
__________________
(١) اسمه «التوضيح لمبهمات الجامع الصحيح» منه نسخة في المولوية وأخرى في الأحمدية بحلب.
(٢) قال في الكشف : أوله : الحمد لله الذي طهر قلوب أهل السنة من الأدناس الخ. رتبه على ثلاثة عشر فصلا آخره في ذم الروافض ا ه.