السادس : لا إشكال في أنّ صوم عاشوراء من جهة اليُمن والتبرّك به حرام ، بل قد ينتهي إلى الكفر ، والأخبار مستفيضة بأنّ من فعله كذلك فهو في مسلك آل زياد (١).
وكذلك لا إشكال في استحباب الإمساك عن الأكل والشرب حُزناً على مُصاب آلِ محمّد صلوات الله عليهم أجمعين.
إنّما الإشكال في استحباب الصوم لا بقصد التيمّن أو عدمه ، بل المستحب الإمساك إلى العصر ، ثمّ الإفطار بشربةٍ من ماء.
فالذي يظهر من المحقّق في الشرائع : هو استحباب الصوم الواقعي على سبيل الحزن (٢) ، كما فهمه صاحب المدارك (٣) ، لا كما فهمه جده ، حيث فسّر كلامه بالإمساك إلى العصر ، وجعله عبادة مغايرة للصوم محتاجة إلى النية (٤).
وهو موافق لما اختاره الشيخ في الجمع بين الأخبار (٥) موافقاً لشيخه المفيد (٦) ، ويوضّحه كلامه في المعتبر ، حيث ذكر أقسام الصوم المستحب ، إلى أن قال : ويستحب صوم عرفة لمن لم يضعفه الصوم عن الدعاء مع تحقق الهلال ، ثمّ قال : وصوم عاشوراء حُزناً لا تبرّكاً (٧) ، واستدلّ على الأول برواية مسعدة بن صدقة (٨) ، وعلى الثاني برواية جعفر بن عيسى (٩). وهو الظاهر من القواعد والتحرير (١٠).
__________________
(١) الوسائل ٧ : ٣٣٩ أبواب الصوم المندوب ب ٢١.
(٢) الشرائع ١ : ١٨٩.
(٣) المدارك ٦ : ٢٦٨.
(٤) المسالك ٢ : ٧٨.
(٥) الاستبصار ٢ : ١٣٥.
(٦) المقنعة : ٣٧٨.
(٧) المعتبر ٢ : ٧٠٩.
(٨) التهذيب ٤ : ٢٩٩ ح ٩٠٥ ، الاستبصار ٢ : ١٣٤ ح ٤٣٧ ، الوسائل ٧ : ٣٣٧ أبواب الصوم المندوب ب ٢٠ ح ٢ ، عن عليّ عليهالسلام : صوموا العاشوراء والعاشر والتاسع فإنّه يكفّر الذنوب.
(٩) الكافي ٤ : ١٤٦ ح ٥ ، التهذيب ٤ : ٣٠١ ح ٩١١ ، الاستبصار ٢ : ١٣٥ ح ٤٤٢ ، الوسائل ٧ : ٣٤٠ أبواب الصوم المندوب ب ٢١ ح ٣ ، عن الرضا عليهالسلام : من صامه أو تبرّك به لقي الله تبارك وتعالى ممسوخ القلب.
(١٠) القواعد ١ : ٣٨٤ ، التحرير ١ : ٧٥.