وأنت تستقل الدرهم» قال ، قلت : إنّ نعم الله عزوجل عليّ لسابغة ، فقال : «يا عقبة ؛ لإطعام مسلم خير من صيام شهر» (١) إلى غير ذلك من الأخبار (٢).
الثالث : صوم أيّام البيض وهي : الثالث عشر ، والرابع عشر ، والخامس عشر ، من كلّ شهر ، وعن المنتهي والتذكرة : أنّه إجماعي العلماء (٣).
ولم نقِف على رواية في كُتب الأصحاب إلا على رواية الزهري عن علي بن الحسين» ، فإنّه جعله من الصوم الذي صاحبه بالخيار ، إن شاء صام ، وإن شاء أفطر (٤).
وما رواه الصدوق في العلل بإسناده ، عن زر بن حبيش ، عن ابن مسعود ، قال : سألت ابن مسعود عن أيّام البيض ما سببها ، وكيف سُمّيت؟ قال : سمعت النبي يقول : «إنّ آدم عليهالسلام لما عصى ربه عزوجل ناداه مُنادٍ من لدُن العرش : يا آدم ، أُخرج من جواري ، فإنّه لا يجاورني أحد عصاني ، فبكى آدم وبكت الملائكة ، فبعث الله عزوجل إليه جبرئيل ، فأهبطه إلى الأرض مسوداً ، فلما رأته الملائكة ضجّت وبكت وانتحبت ، وقالت : يا رب ، خلقاً خلقته ، ونفخت فيه من روحك ، وأسجدت ملائكتك ؛ بذنب واحد حوّلت بياضه سواداً ، فنادى مُنادٍ من السماء : أن صُم لربك اليوم ، فصام ، فوافق يوم ثالث عشر من الشهر ، فذهب ثلث السواد ، ثمّ نودي يوم الرابع عشر : أن صُم لربك اليوم ، فصام ، فذهب ثلثا السواد ، ثم نودي في يوم خمسة عشر بالصيام ، فأصبح وقد ذهب السواد كلّه ، فسُمّيت أيّام البيض ؛ للّذي ردّ الله عزوجل فيه على آدم من بياضه ، ثمّ نادى مُنادٍ من السماء : يا آدم ، هذه الثلاثة الأيّام جعلتها لك ولولدك ، من صامها في كلّ شهر فكأنّما صام الدهر» (٥).
__________________
(١) الكافي ٤ : ١٤٤ ح ٧ ، التهذيب ٤ : ٣١٣ ح ٩٤٨ ، الوسائل ٧ : ٣١٨ أبواب الصوم المندوب ب ١١ ح ٤.
(٢) الوسائل ٧ : ٣١٧ أبواب الصوم المندوب ب ١١.
(٣) المنتهي ٢ : ٦٠٩ ، التذكرة ٦ : ١٩٠.
(٤) الفقيه ٢ : ٤٨ ح ٢٠٨ ، الوسائل ٧ : ٢٧٦ أبواب الصوم المندوب ب ٥ ح ١.
(٥) علل الشرائع : ٣٧٩ ح ١ ، الوسائل ٧ : ٣١٩ أبواب الصوم المندوب ب ١٢ ح ١.